ظهرت زمن زرادشت على المشهور وهو إنما جاء بعد موسى عليه السلام واسم رئيسهم كما قال مقاتل : شمعون وقال ابن جريج : هو حنا وقال ابن الجوزي نقلا عن علماء السير : أن رؤساءهم سابور وعازور وحطحط ومصفى قالوا إستئناف بياني ولذا لم يعطف كأنه قيل : فماذا قالوا له عند مجيئهم إياه فقيل : قالوا الخ وهذا أولى مما قيل إنه حال من فاعل جاءوا أي جاءوا قائلين إن لنا لأجرا أي عوضا وجزاء عظيما .
إن كنا نحن الغالبين .
311 .
- والمقصود من الأخبار إيجاب الأجر واشتراطه كأنهم قالوا : بشرط أن تجعل لنا أجرا إن غلبنا ويحتمل أن يكون الكلام على حذف أداة الإستفهام وهو مطرد ويؤيد ذلك أنه قرأ ابن عامر وغيره ائن بإثبات الهمزة وتوافق القراءتين أولى من تخالفهما ومن هنا رجح الواحدي هذا الإحتمال وذكر الشرط لمجرد تعيين مناط ثبوت الأجر لا لترددهم في الغلبة وقيل : له وتوسيط الضمير وتحلية الخبر باللام للقصر أي كنا نحن الغالبين لا موسى عليه السلام قال نعم إن لكم لأجرا .
وإنكم لمن المقربين .
411 .
- عطف على مقدر هو عين الكلام السابق الدال عليه حرف الإيجاب ويسمى مثل هذا عطف التلقين ومن قال إنه معطوف على السابق أراد ماذكرنا والمعنى إن لكم لأجرا وإنكم مع ذلك لمن المقربين أي إني لا أقتصر لكم على العطاء وحده وأن لكم معه ماهو أعظم منه وهو التقريب والتعظيم لأن من أعطى شيئا إنما يتهنأ به ويغتبط إذا نال معه الكرامة والرفعة وفي ذلك من المبالغة في الترغيب والتحريض مالايخفى وروي عن الكلبي أنه قال لهم : تكونون أول من يدخل مجلسي وآخر من يخرج عنه قالوا إستئناف كنظيره السابق ياموسى إما أن تلقي ماتلقى أولا وإما أن نكون نحن الملقين .
511 .
- لما نلقى أولا أو الفاعلين للإلقاء أولا خيروه عليه السلام بالبدء بالإلقاء مراعاة للأدب ولذلك كما قيل من الله تعالى عليهم بما من أو إظهارا للجلادة وأنه لايختلف عليهم الحال بالتقديم والتأخير ولكن كانت رغبتهم في التقديم كما ينبىء عنه تغييرهم للنظم بتعريف الخبر وتوسيط ضمير الفصل وتوكيد الضمير المستتر والظاهر أنه وقع في المحكي كذلك بما يرادفه وقول الجلال السيوطي : إن الضمير المنفصل إما أن يكون فصلا أو تأكيدا ولا يمكن الجمع بينهما لأنه على الأول لامحل له من الإعراب وعلى الثاني له محل كالمؤكد وهم كما لايخفى وفرق الطيبي بين كون الضمير فصلا وبين كونه توكيدا بأن التوكيد يرفع التجوز عن المسند إليه فيلزم التخصيص من تعريف الخبر أي نحن نلقي البتة لاغيرنا والفصل يخصص الإلقاء بهم لتخصيص المسند بالمسند إليه فيعرى عن التوكيد وتحقيق ذلك يطلب من محله قال أي موسى عليه السلام وثوقا بشأنه وتحقيرا لهم وعدم مبالاة بهم ألقوا أنتم ماتلقون أولا وبما ذكرنا يعلم جواب مايقال : إن إلقاءهم معارضة للمعجزة بالسحر وهي كفر والأمر به مثله فكيف أمرهم وهو هو وحاصل الجواب أنه عليه السلام علم أنهم لابد وأن يفعلوا ذلك وإنما وقع التخيير في التقديم والتأخير كما صرح به في قوله سبحانه في آية أخرى : أول من ألقى فجوز لهم التقديم لا لأباحة فعلهم بل لتحقيرهم وليس هناك دلالة على الرضا بتلك المعارضة وقد يقال أيضا : إنه عليه السلام إنما أذن لهم ليبطل سحرهم فهو إبطال للكفر بالآخرة وتحقيق لمعجزته عليه السلام وعلى هذا