وكانوا ألفا وخمسمائة دار وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم .
وأخرج أبو الشيخ عن وهب قال : إن صالحا لما نجا هو والذين معه قال : يا قوم إن هذ دار قد سخط الله عليها وعلى أهلها فاظعنوا والحقوا بحرم الله تعالى وأمنه فأهلوا من ساعتهم بالحج وانطلقوا حتى وردوا مكة فلم يزالوا بها حتى ماتوا فتلك قبورهم في غربي الكعبة وروى ابن الزبير عن جابر أن نبينا صلى الله عليه وسلّم لما مر بالحجر في غزوة تبوك قال لأصحابه : لايدخلن أحد منكم القرية ولا تشربوا من مائها ولا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين أن يصيبكم مث الذي اصابهم وذكر محيي السنة البغوي أن المؤمنين الذين مع صالح كانوا أربعة ءالاف وانه خرج بهم إلى حضرموت فلما دخلها مات عليه السلام فسميت لذلك حضرموت ثم بنى الأربعة ءالاف مدينة يقال لها حاضوراء ثم نقل عن قوم من أهل العلم أه توفي بمكة وهو ابن ثمان وخمسين سنة ولعله المعول عليه وجاء أن أشقى الأولين عاقر الناقة وأشقى الآخرين قاتل علي كرم الله تعالى وجهه وقد أخبر A بذلك عليا رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه وعندي أن أشقى الآخرين أشقى من أشقى الأولين والفرق بينهما كالفرق بين علي كرم الله تعالى وجهه والناقة وقد اشارت الاخبار بل نطقت بأن قاتل الأمير كان مستحلا قتله بل معتقدا الثواب عليه وقد مدحه أصحابه على ذلك فقال عمران بن حطان غضب الله تعالى عليه : ياضربة من تقي ماأراد بها ألا ليبلغ من ذي العرش رضوانا أني لأذكره يوما فأحسبه أوفى البرية عند الله ميزانا ولله در من قال : ياضربة من شقي أوردته لظى فسوف يلقى بها الرحمن غضبانا كأنه لم يرد شيئا بضربته إلا ليصلى غدا في الحشر نيرانا اني لأذكره يوما فألعنه كذاك ألعن عمران بن حطانا وكون فعله كان عن شبهة تنجيه مما شبهة في كونه ضربا من الهذيان ولو كان مثل تلك الشبهة منجيا من عذاب مثل هذا الذنب فليفعل الشخص ما شاء سبحانك هذا بهتان عظيم وقد ضربت بقدار عاقر الناقة الأمثال وما ألطف قول عمارة اليمني لاتعجبا لقدار ناقة صالح فلكل عصر ناقة وقدار وفي هذه القصة روايت أخر تركناها اقتصارا على ما تقدم لأنه أشهر ولوطا نصب بفعل مضمر أي أرسلنا معطوف على ما سبق أو به من غير حاجة إلى تقدير وإنما لم يذكر المرسل اليهم على طرز ما سبق ومالحق لأن قومه على ما قيل لم يعهدوا باسم معروف يقتضي الحال ذكره عليه السلام مضافا اليهم كما في القصص من قبل ومن بعد وهو ابن هاران بن تارخ وابن اسحق ذكر بدل تارخ مازر وأكثر النسابين على أنه عليه السلام ابن أخي ابراهيم A ورواه في المستدرك عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .
وأخرج ابن عساكر عن سليمان بن صرد أن أبا لوط عليه السلام عم ابراهيم عليه السلام وقيل : إن لوطا كان ابن خالة ابراهيم وكانت سارة زوجته أخت لوط وكان في أرض بابل من العراق مع ابراهيم فهاجر