استحالة ذلك مما لاتقوم على ساق وقدم إلا أن الأدلة النقلية على كل من الطريقين متجاذبة وإذا صح القول بالمعاد الجسماني فلا بأس بالقول باي كان منهما وكون اخراج الثمرات من كتم العدم قد لا يسلم فان لها أصلا في الجملة على أن اخراج الموتى عند القائلين بالطريق الأول اعادة وليس اخراج الثمرات كذلك إد لم يكن لها وجود قبل نعم كون الأظهر ان التشبيه بين الاخراجين مما لا مرية فه وفي الخازن اختلفوا في وجه التشبيه فقيل : إن الله تعالى كما يخلق النبات بواسطة انزال المطر كذلك يحيي الموتى بواسطة انزال المطر أيضا فقد روي عن أبي هريرة وابن عباس رضي الله تعالى عنهم أن الناس إذا ماتوا في النفخة الاولى أمطر عليهم ماء من تحت العرش يدعى ماء الحياة أربعين سنة فينبتون كما ينبت الزرع من الماء وفي رواية اربعين يوما فينبتون في قبورهم نبات الزرع حتى إذا استكملت أجسادهم تنفخ فيهم الروح ثم يلقى عليهم النوم فينامون في قبورهم فاذا نفخ في الصور النفخة الثانية عاشوا ثم يحشرون من قبورهم ويجدون طعم النوم في رؤسهم وأعينهم كما يجد النائم حين يستيقظ من نومه فعند ذلك يقولون ياويلنا من بعثنا من مرقدنا فيناديهم المنادي هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون .
وأخرج غير واحد عن مجاهد أنه إذا أراد الله تعالى أن يخرج الموتى أمطر السماء حتى تشقق عنهم الأرض ثم يرسل سبحانه الأرواح فتعود كل روح إلى جسدها فكذلك يحيي الله تعالى الموتى بالمطر كأحيائه الارض .
وقيل : إنما وقع التشبيه بأصل الاحياء من غير اعتبار كيفية فيجب الايمان به ولا يلزمنا البحث عن الكيفية ويفعل الله سبحانه ما يشاء لعلكم تذكرون .
75 .
- فتعلمون أن من قدر على ذلك فهو قادر على هذا من غير شبهة وألاصل تتذكرون فطحت إحدى التاءين والخطاب قيل : للنظار مطلقا وقيل : لمنكري البعث والبلد الطيب أي الارض الكريمة التربة التي لا سبخة ولا حرة واستعمال البلد بمعنى القرية عرف طار ومن قبيل ذلك اطلاقه على مكة المكرمة 0 يخرج نباته باذن ربه بمشيئته وتيسيره وهو في موضع الحال والمراد بذلك أن يكون حسنا وافيا غزير النفع لكونه واقعا في مقابلة قوله : والذي خبث من البلاد كالسبخة والحرة لايخرج إلا نكدا أي قليلا لا خير فيه ومن ذلك قوله : لاتنجز الوعد ان وعدت وان اعطيت أعطيت تافها نكدا ونصبه على الحال أو على أنه صفة مصدر محذوف واصل الكلام لا يخرج نباته فحذف المضاف اليه وأقيم المضاف مقامه فصار مرفوعا مستترا وجوز أن يكون الأصل ونبات الذي خبث والتعبير أولا بالطيب وثانيا بالذي خبث دون الخبيث للايذان بأن اصل الأرض ان تكون طيبة منبتة وخلافه طار عارض وقريء يخرج نباته ببناء يخرج لما لم يسم فاعله ورفع نبات على النيابة عن الفاعل ويخرج نباته ببناء يخرج للفاعل من باب الاخراج ونصب نباته على المفعولية والفاعل ضمير البلد وقيل ضمير الله تعالى أو الماء وكذا قريء في يخرج المنفي ونصب نكدا حينئذ على المفعولية وقرأ أبو جعفر نكدا بفتحتين على زنة المصدر وهو نصب على الحال أو على المصدرية أي ذا نكدا أو خروجا نكدا وقرأ نكدا بالاسكان للتخفيف كنزه في قوله :