نعم لا أراه صحيحا لما فيه من المخالفة لأصح الفصيح فأذن مؤذن هو على ماروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه صاحب الصور عليه السلام وقيل : مالك خازن النار وقيل : ملك من الملائكة غيرهما يأمره الله تعالى بذلك ورواية الامامية عن الرضا وابن عباس أنه علي كرم الله تعالى وجهه مما لم يثبت من طريق أهل السنة وبعيد عن هذا الامام أن يكون مؤذنا وهو إذ ذاك في حظائر القدس بينهم أي الفريقين لابين القائلين نعم كما قيل ولا يرد أن الظاهر أن يقال بينهما لأنه غيره متعين أن لعنة الله على الظألمين .
44 .
- بأن المخففة او المفسرة والمراد الاعلام بلعنة الله تعالى لهم زيادة لسرور أصحاب الجنة وحزن أصحاب النار أو ابتداء لعن .
وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي أن لعنة الله بالتشديد والنصب : وقرأ الأعمش بكسر الهمزة على إرادة القول بالتضمين أو التقدير أو على الحكاية باذن لأنه في معنى القول فيجري مجراه .
الذين يصدون عن سبيل الله أي يصدون بأنفسهم عن دينه سبحانه ويعرضون عنه فالموصول صفة مقررة للظالمين لأن هذا الاعراض لازم لكل ظالم وجوز القطع بالرفع أو النصب وكلاهما على الذم وأمر الوقف ظاهر وفسر الامام النسفي الصد هنا بمنع الغير وعليه فلا تقرير والمعنى يمنعون الناس عن دين الله تعالى بالنهي عنه وإدخال الشبه في دلائله ويبغونها عوجا أي يطلبون إعوجاجها ويذمونها فلا يؤمنونبها أو يطلبون لها تأويلا وإالة إلى الباطل فالعوج إما على أصله وهو الميل وإما بمعنى التعويج والامالة ونصبه قيل على الحالية وقيل : على المفعولية وجوز الطبرسي أن يكون نصبا على المصدر كرجع القهقري واشتمل الصماء وذكر أن العوج بالكسر يكون في الدين والطريق وبالفتح في الخلقة فيقال في ساقه عوج بالفتح وفي دينه عوج بالكسر وقال الراغب : العوج يقال فيما يدرك بالبصر كالخشب المنتصب ونحوه والعوج يقال فيما يدرك بفكرة وبصيرة كما يكون في أرض بسيط وكالدين والمعاش وسيأتي لذلك تتمة إن شاء الله تعالى .
وهم بالآخرة كافرون .
54 .
- أي غير معترفين بالقيامة وما فيها والجار متعلق بما بعده والتقديم لرعاية الفواصل والعدول عن الجملة الفعلية الى الاسمية للدلالة على الدوام والثبات إشارة إلى رسوخ الكفر فيهم .
وبينهما حجاب أي بين الفريقين كقوله تعالى : فضرب بينهم بسور أو بين الجنة والنار حجاب عظيم ليمنع وصول أثر احداهما إلى الأخرى وان لم يمنع وصول النداء وأمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا .
وعلى الاعراف أي أعراف الحجاب أي أعاليه وهو السور المضروب بينهما جمع عرف مستعار من عرف الدابة والديك وقيل : العرف ما ارتفع من الشيء أي أعلى موضع منه لأنه أشرف وأعرف ما فيه مما أنخفض منه وقيل : ذاك جبل أحد .
فقد روي عنه صلى الله تعالى عليه وسلم أحد يحبنا ونحبه و أنه يوم القيامة يمثل بين الجنة والنار يحبس عليه أقوام يعرفون كلا بسيماهم وهم إن شاء الله تعالى من أهل الجنة وقيل : هو الصراط وروي عن الحسن بن المفضل وحكي عن بعضهم أنه لم يفسر الاعراف بمكان وأنه قال : المعنى وعلى معرفة أهل الجنة والنار رجال والحق أنه مكان والرجال طائفة من الموحدين قصرت بهم سيآتهم عن الجنة وتجاوزت