فلا خوف الخ وتوحيد الضمير وجمعه لمراعاة لفظ من ومعناه والذين كذبوا منكم بآياتنا التي تقص واستكبروا عنها ولم يقبلوها اولئك أصحاب النار هم فيها خالدون .
63 .
- لتكذيبهم واستكبارهم .
وهذه الجملة عطف على الجملة السابقة وإيراد الاتقاء فيها للايذان بأن مدار الفلاح ليس مجرد عدم التكذيب بل هو الاتقاء والاجتناب عنه وادخال الفاء في الوعد دون الوعيد للمبالغة في الأول والمسامحة في الثاني فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أي تعمد الكذب عليه سبحانه ونسب اليه مالم يقل أو كذب بآياته أو كذب ما قاله جل شأنه والاستفهام للانكار وقد مر تحقيق ذلك أولئك إشارة إلى الموصول والجمع باعتبار المعنى كما أن الافراد في الضمير المستكن في الفعلين باعتبار اللفظ وما فيه من معنى البعد للايذان بتماديهم في سوء الحال أي اولئك الموصوفون بما ذكر من الافتراء والتكذيب ينالهم أي يصيبهم نصيبهم من الكتاب أي مما كتب لهم وقدر من الأرزاق والآجال مع ظلمهم وافترائهم لا يحرمون ما قدر لهم من ذلك إلى انقضاء أجلهم فالكتاب بمعنى المكتوب وتخصيصه بما ذكر مروي عن جماعة المفسرين وعن ابن عباس أن المراد ما قدر لهم من خير أو شر ومثله عن مجاهد .
وعن أبي صالح ما قدر من العذاب وعن الحسن مثله وبعضهم فسر الكتاب بالمكتوب فيه وهو اللوح المحفوظ ومن لابتداء الغاية وجوز فيها التبيين والتبعيض والجار والمجرور متعلق بمحذوف وقع حالا من نصيبهم أي كائنا من الكتاب حتى إذا جاءتهم رسلنا أي ملك الموت وأعوانه يتوفونهم أي حال كونهم متوفين لأرواحهم وحتى غاية نيلهم وهي حرف ابتداء غير جارة بل داخلة على الجمل كما في قوله :