والعروق اليها واردة فاذا صحت المعدة صارت العروق بالصحة وإذا فسدت المعدة صارت العروق بالسقم .
وتعقبه الدارقطني قائلا : لانعرف هذا من كلام النبي صلى الله عليه وسلّم وإنما هو من كلام عبد الملك بن سعيد بن أبحر .
وفي الدر المنثور أخرج محمد لخلال عن عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي A دخل عليها وهي تشتكي فقال لها : يا عائشة الازم دواء والمعدة بيت الأدواء وعودوا البدن ما اعتاد ولم أر من تعقبه نعم رأيت في النهاية لابن الأثير سأل عمرو الحرث بن كلدة ما الدواء قال : الأزم يعني الحمية وإمساك الأسنان بعضها على بعض نعم الاحاديث الصحيحة متظافرة في ذم الشبع وكثرة الأكل وفي ذلك ارشاد للامة إلى كل الحكمة إنه لا يحب المسرفين .
13 .
- بل يبغضهم ولا يرضى أفعالهم والجملة في موضع التعليل للنهي وقد جمعت هذه الآية كما قيل أصول الأحكام الأمر والاباحة والنهي والخبر .
قل من حرم زينة الله من الثياب وكل ما يتجمل به التي اخرج لعباده أي خلقها لنفعهم من النبات كالقطن والكتان والحيوان كالحرير والصوف والمعادن كالخواتم والدروع والطيبات من الرزق أي المستلذات وقيل : المحللات من الماكل والمشارب كلحم الشاة وشحمها ولبنها واستدل بالآية على أن الأصل في المطاعم والملابس وأنواع التجملات الاباحة لأن الاستفهام في من لانكار تحريمها على أبلغ وجه ونقل عن ابن الفرس أنه قال : استدل بها من أجاز لبس الحرير والخز للرجال وروي عن زين العابدين رضي الله تعالى عنه أنه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا فاذا أصاف تصدق به لايرى بذلك بأسا ويقول قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده .
وروي أن الحسين رضي الله تعالى عنه أصيب وعليه جبة خز وأن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لما بعثه علي كرم الله تعالى وجهه إلى الخوارج لبس أفضل ثيابه وتطيب بأطيب طيبه وركب أحسن مراكبه فخرج اليهم فوافقهم فقالوا : يا ابن عباس بينا أنت خير الناس إذ أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم فتلا هذه الآية لكن روي عن طاوس أنه قرأ هذه الآية وقال : لم يأمركم سبحانه بالحرير ولا الديباج ولكنه كان إذا طاف أحدهم وعليه ثيابه ضرب وانتزعت منه فانكر عليهم ذلك والحق أن كل مالم يقم الدليل على حرمته داخل في هذه الزينة لا توقف في استعماله مالم يكن فيه نحو مخيلة كما أشير اليه فيما تقدم .
وقد روي أنه A خرج وعليه رداء قيمته ألف درهم وكان أبو حنيفة رضي الله تعالى عنه يرتدي برداء قيمته اربعمائة دينار وكان يأمر أصحابه بذلك وكان محمد يلبس الثياب النفيسة ويقول : إن لي نساء وجواري فازين نفسي كي لا ينظرن إلى غيري وقد نص الفقهاء على أنه يستحب التجمل لقوله E إن الله تعالى إذا أنعم على عبد أحب أن يرى أثر نعمته عليه وقيل لبعضهم : أليس عمر رضي الله تعالى عنه كان يلبس قميصا عليه كذا رقعة فقال : فعل ذلك لحكمة هي أنه كان أمير المؤمنين وعماله يقتدون به وربما لا يكون لهم مال فيأخذون من المسلمين نعم كره بعض الأئمة لبس المعصفر والمزعفر وكرهوا أيضا أشياء أخر تطلب من محالها .
قل هي للذين ءامنوا في الحياة الدنيا أي هي لهم بالاصالة لمزيد كرامتهم على الله تعالى والكفرة