ذلك ما أخرجه ابن عدي وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم خذوا زينة الصلاة قالوا وما زينة الصلاة قال البسوا نعالكم فصلوا فيها .
وأخرج ابن عساكر وغيره عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي A أنه قال : في قوله سبحانه خذوا زينتكم الخ صلوا في نعالكم وكلوا واشربوا مما طاب لكم قال الكلبي : كان أهل الجاهلية لا يأكلون من الطعام إلا قوتا ولا يأكلون دسما في أيام حجهم فقال المسلمون : يا رسول الله نحن أحق بذلك فأنزل الله تعالى الآية ومنه يظهر وجه ذكر الأكل والشرب هنا ولا تسرفوا بتحريم الحلال كما هو المناسب لسبب النزول أو بالتعدي الى الحرام كما روي عن ابن زيد أو بالافراط في الطعام والشره كما ذهب اليه كثير وأخرج أبو نعيم عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال : اياكم والبطنة من الطعام والشراب فانها مفسدة للجسد مورثة للسقم مكسلة للصلاة وعليكم بالقصد فيهما فانه أصلح للجسد وأبعد من السرف وان الله تعالى ليبغض الحبر السمين وان الرجل لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه .
وقيل المراد الاسراف ومجاوزة الحد بما هو أعم مما ذكر وعد منه أكل الشخص كلما اشتهى وأكله في اليوم مرتين فقد أخرج ابن ماجة والبيهقي عن أنس قال : قال رسول الله A : ان من الاسراف أن تأكل كل ما اشتهيت وأخرج الثاني وضعفه عن عائشة قالت : رءاني النبي A وقد أكلت في اليوم مرتين فقال يا عائشة أما تحبين أن يكون لك شغل إلا في جوفك الاكل في اليوم مرتين من الاسراف وعندي أن هذا مما يختلف باختلاف الأشخاص ولا يبعد أن يكون ما ذكر من الافراط في الطعام وعد منه طبخ الطعام بماء الورد وطرح نحو المسك فيه مثلا من غير داع اليه سوى الشهوة وذهب بعضهم إلى أن الاسراف المنهي عنه يعم ما كان في اللباس أيضا وروى ذلك عن عكرمة وأخرج ابن أبي شيبة وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة ورواه البخاري عنه تعليقا وهو لا ينافي ما ذكره الثعالبي وغيره من الأدباء أنه ينبغي للانسان أن يأكل ما يشتهي ويلبس ما يشتهيه الناس كما قيل : نصحته نصيحة قالت بها الأكياس كل ما اشتهيت والبسن ما تشهتهيه الناس فانه لترك مالم يعتد بين الناس وهذا لاباحة كل ما اعتادوه وفي العجائب للكرماني قال طبيب نصراني لعلي بن الحسين بن واقد ليس في كتابكم من علم الطب شيء والعلم علمان علم الابدان وعلم الأديان فقال له قد جمع الله تعالى الطب كله في نصف ءاية من كتابه قال وما هي قال كلوا واشربوا ولا تسرفوا فقال النصراني ولا يؤثر من رسولكم شيء في الطب فقال : قد جمع رسولنا صلى الله تعالى عليه وسلم الطب في ألفاظ يسيرة فقال وما هي قال قوله A المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء وأعط كل بدن ما عودته فقال ما ترك كتابكم ولا نبيكم لجالينوس طبا انتهى وما نسبه إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم هو من كلام الحرث بن كلدة طبيب العرب ولا يصح رفعه الى النبي A وفي الأحياء مرفوعا البطنة أصل الداء والحمية أصل الدواء وعود وأكل جس ما اعتاد وتعقبه العراقي قائلا لم أجد له أصلا .
وفي شعب الايمان للبيهقي ولقط المنافع لابن الجوزي عن أبي هريرة مرفوعا أيضا المعدة حوض البدن