وتفسيروتفسير الريش بالزينة مروي عن ابن زيد وذكر بعض المحققين أنه مشترك بين الاسم والمصدر وعن ابن عباس ومجاهد والسدي أن المراد به المال ومنه تريش الرجل أي تمول وعن الأخفش أنه الخصب والمعاش وقال الطبرسي : إنه جميع ما يحتاج اليه .
وقرأ عثمان رضي الله تعالى عنه وريشا وهو إما مصدر كاللباس أو جمع ريش كشعب وشعاب ولباس التقوى أي العمل الصالح كما روي عن ابن عباس أو خشية الله تعالى كما روي عن عروة بن الزبير .
أو الحياء كما روي عن الحسن أو الايمان كما روي عن قتادة والسدي أو ما يستر العورة وهو اللباس الأول كما روي عن ابن زيد أو لباس الحرب الدرع والمغفر والآلات التي يتقي بها من العدو كما روي عن زيد بن على ابن الحسين رضي الله تعالى عنهم واختاره أبو مسلم أو ثياب النسك والتواضع كلباس الصوف والخشن من الثياب كما اختاره الجبائي فاللفظ إما مشاكلة وإما مجاز وإما حقيقة ورفعه بالابتداء وخبره جملة ذلك خير والرابط اسم الاشارة لأنه يكون رابطا كالضمير .
وجوز أن يكون الخبر خير و ذلك صفة لباس واليه ذهب الزجاج وابن الانباري وغيرهما واعترض بان الأسماء المبهمة أعرف من المعرف باللام ومما أضيف اليه والنعت لابد أن يساوي المنعوت في رتبة التعريف أو يكون أقل منه ولا يجوز أن يكون أعرف منه فلذا قيل إن ذلك بدل أو بيان لا نعت وأجيب بأن ذلك غير متفق عليه فان تعريف اسم الاشارة لكونه بالاشارة الحسية الخارجة عن الوضع قيل : إنه أنقص من ذي اللام وقيل : انهما في مرتبة واحدة وعن ابي علي وهو غريب أن ذلك لا محل له من الاعراب وهو فصل كالضمير وقريء ولباس التقوى بالنصب عطفا على لباسا قال بعض المحققين : وحينئذ يكون اللباس المنزل ثلاثة أو يفسر لباس التقوى بلباس الحرب أو يجعل الانزال مشاكلة وذكر على القراء المشهورة أن ذلك إن كان اشارة للباس المواري فلباس التقوى حقيقة والاضافة لادنى ملابسة وان كان اللباس التقوى فهو استعارة مكنية تخييلية أو من قبيل لجين الماء وعلى كل تكون الاشارة بالبعيد للتعظيم بتنزيل البعد الرتبي منزلة البعد الحسي فتأمل ولا تغفل .
ذلك أي انزال اللباس المتقدم كله أو الأخير من ءايات الله الدالة على عظيم فضله وعميم رحمته لعلهم يذكرون .
62 .
- فيعرفون نعمته أو يتعظون فيتورعون عن القبائح يا بني ءادم تكرير النداء للايذان بكمال الاعتناء بمضمون ما صدر به لا يفتننكم الشيطان أي لا يوقعنكم في الفتنة والمحنة بأن يوسوس لكم بما يمنعكم به عن دخول الجنة فتطيعوه وقريء يفتننكم بضم حرف المضارعة من أفتنه حمله على الفتنة وقريء يفتنكم بغير توكيد وهذا نهي للشيطان في الصورة والمراد نهي المخاطبين عن متابعة وفعل ما يقود إلى الفتنة كما أخرج أبويكم من الجنة أي كما فتن أبويكم ومحنهما بان أخرجهما منها فوضع السبب موضع المسبب وجوز أن يكون التقدير لا يفتننكم فتنة مثل فتنة إخراج أبويكم أولا يخرجنكم بفتنته اخراجا مثل اخراجه أبويكم ونسبة الاخراج اليه لأنه كان بسبب اغوائه وكذا نسبة النزع اليه في قوله سبحانه ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما والجملة حال من أبويكم أو من فاعل أخرج ولفظ المضارع على