السيآت وتصغيرهم العظيم من الحسنات فلا ينافي كونهما مغفورا لهما والكثير من أهل السنة جعلوه من باب هضم النفس بناء على ما وقع كان عن نسيان ولا كبيرة ولا صغيرة معه وادعى الامام أن ذلك الاقدام كان صغيرة وكان قبل نبوة ءادم عليه السلام إد لا يجوز على الانبياء عليهم السلام بعد النبوة كبيرة ولا صغيرة والكلام في هذه المسألة مشهور قال استئناف كما مر مرارا اهبطوا المأثور عن كثير من السلف أنه خطاب لآدم وحواء عليهما السلام وابليس عليه اللعنة وكرر الأمر له تبعا لهما اشارة إلى عدم انفكاكه عن جنسهما في الدنيا أو أن الأمر وقع مفرقا وهذا نقل له بالمعنى وإجمال له كما في قوله تعالى : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات وقيل : إن الامر بالنسبة إلى اللعين غير ما تقدم فانه أمر له بالهبوط من حيث وسوس .
واختار الفراء كونه خطابا لهما ولذريتهما وفيه خطاب المعدوم وقيل : إنه لهما فقط لقوله سبحانه قال اهبطا منها جميعا والقصة واحدة وضمير الجمع لكونهما أصل البشر فكأنهم هم ومن الناس من قال ان مختار الفراء هو هذا وقيل : إنه لهما ولابليس والحية واعترض وأجيب بما مر في سورة البقرة والظاهر من النظم الكريم أن آدم عليه السلام عاجله ربه سبحانه بالعتاب والتوبيخ على فعله ولم يتخلل هناك شيء ونقل الاجهوري عن حجة الاسلام الغزالي أنه عليه السلام لما أكل من الشجرة تحركت معدته لخروج الفضلة ولم يكن ذلك مجعولا في الجنة في شيء من أطعمتها إلا في تلك الشجرة فلذلك نهي عن أكلها فجعل يدور في الجنة فأمر الله تعالى ملكا يخاطبه فقال له : أي شيء تريد يا آدم قال : أريد أن أضع ما في بطني من الأذى فقال له في أي مكان تضعه أعلى الفرش أم على السرر أم في الانهار أم تحت ظلال الأشجار هل ترى ههنا مكانا يصلح لذلك ثم أمره بالهبوط وأنا لا أرى لهذا الخبر صحة ومثله ماروي عن محمد بن قيس قال : إنه عليه السلام لما أكل من الشجرة ناداه ربخ يا آدم لما أكلت منها وقد نهيتك قال أطعمتني حواء فقال سبحانه يا خواء لم أطعمتيه قالت أمرتني الحية فقال للحية لم أمرتها قالت أمرني ابليس فقال الله تعالى أما أنت يا حواء فلادمينك كل شهر كما أدميت الشجرة وأما أنت يا حية فأقطع رجليك فتمشين على وجهك وسيشدخ وجهك كل من لقيك وأما أنت يا ابليس فملعون .
بعضكم لبعض عدو في موضع الحال من فاعل اهبطوا وهي حال مقارنة أو مقدرة واختار بعض المعربين كون الجملة استئنافية كأنهم لما أمروا بالهبوط سألوا كيف يكون حالنا فأجيبوا بأن بعضكم لبعض عدو وأمر العداوة على تقدير دخول الشيطان في الخطاب ظاهر وأما على تقدير التخصيص بآدم وحواء عليهما السلام فقد قيل إنه باعتبار أن يراد بهما ذريتهما إما بالتجوز كاطلاق تميم على أولاده كلهم أو يكتفي بذكرهما عنهم واختار بعضهم كون العداوة هنا بمعنى الظلم أي يظلم بعضكم بعضا بسبب تضليل الشيطان فليفهم .
ولكم في الأرض مستقر أي استقرار أو موضع استقرار فهو اما مصدر ميمي أو اسم مكان وجوز أن يكون اسم مفعول بمعنى استقر ملككم عليه وجاز تصرفكم فيه ولا يخفى أنه خلاف الظاهر ومحتاج إلى الحذف والايصال واللفظ في نفسه يحتمل أن يكون اسم زمان إلا أنه غير محتمل هنا لأنه يتكرر مع قوله سبحانه ومتاع أي بلغة إلى حين .
42 .
- يريد به وقت الموت وقيل القيامة وتجعل السكنى في القبر تمتعا في الأرض أو يقال معنى لكم لجنسكم ولمجموعكم والظرف قيل متعلق بمتاع أو به وبمستقر على التنازع إن كان