من تواضع لله رفعه الله تعالى ومن تكبر وضعه الله D ومن حديثه رضي الله تعالى عنه من تواضع لله تعالى رفع الله تعالى حكمته وقال : انتعش نعشك الله ومن تكبر وعدا طوره وهصه الله تعالى إلى الأرض وقيل : المراد من الأذلاء في الدنيا بالذم واللعن وفي الآخرة بالعذاب بسبب ما أرتكبه من المعصية والتكبر وإذلال الله تعالى المتكبرين يوم القيامة مما نطقت به الأخبار .
وأخرج الترمذي عن عمرو بن شعيب عن جده أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قال : يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى السجن في جهنم يقال له : بولس يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار وفسر بعضهم الصاغار بالراضي بالذل كما هو المشهور فيه والمراد وصفه بأنه خسيس الطبع دنيء وأنه رأي نفسه أكبر من غيره وليس بالكبير ولقد أبدع أبو نواس بقوله خطابا له : سوأة بالعين أنت اختلست الناس غيظا عليهم أجمعينا تهت لما أمرت في سالف الدهر وفارقت زمرة الساجدينا عندما قلت لا أطيق سجودا لمثال خلقته رب طينا حسدا إذا قلت من مارج الن ار لمن كان مبتدأ العالمينا ثم صيرت في القيادة تسعى يا مجير الزناة واللائطينا وله أيضا من أبيات فيه تاه على آدم في سجدة وصار قوادا لذريته قال استئناف كما مر مبني على سؤال نشأ مما قبله كأنه قيل : فماذا قال اللعين بعد ما سمع ما سمع فقيل : قال أنظرني أي امهلني ولا تمتني إلى يوم يبعثون .
41 .
- أي آدم عليه السلام وذريته وهو وقت النفخة الثانية وأراد بذلك أن يجد فسحة في الاغواء وأخذ الثأر ونجاة من الموت إذ لاموت بعد البعث قال استئناف كما مر إنك من المنظرين .
51 .
- ظاهره إلى يوم يبعثون حيث وقع في مقابلة كلامه لكن في سورة الحجر وص التقييد بيوم الوقت المعلوم واختلف في المراد منه فالمشهور انه يوم النفخة الاولى دون يوم البعث لأنه ليس بيوم موت وجوز بعضهم ان يكون المراد منه يوم البعث ولا يلزم أن لايموت فلعله يموت أول اليوم ويبعث مع الخلق في تضاعيفه : وفي كتاب العرائس عن كعب الأحبار أن ابليس إنما يذوق طعم الموت يوم الحشر وذكر في كيفية موته وقبض عزرائيل روحه ما يقضي منه العجب ولم يرتض ذلك الفاضل السفاريني وقال في كتابه البحور الزاخرة أخرج نعيم بن حماد في الفتن والحاكم في المستدرك عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه قال لا يلبثون يعني الناس بعد ياجوج وماجوج حتى تطلع الشمس من مغربها فتجف الأقلام وتطوى الصحف فلا يقبل من احد توبة ويخر ابليس ساجدا ينادي الهي مرني أن أسجد لمن شئت وتجتمع اليه الشياطين فتقول يا سيدنا إلى من تفزع فيقول : إنما سألت ربي أن ينظرني إلى يوم البعث فانرني إلى يوم الوقت المعلوم وقد طلعت الشمس من مغربها وهذا يوم الوقت المعلوم وتصير الشياطين ظاهرة في الأرض حتى يقول الرجل هذا