والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء وهذه الشهادة على ما قاله القرطبي نقلا عن الحكيم الترمذي ليست شهادة التوحيد لأن من شأن الميزان أن يوضع في إحدى كفتيه شيء وفي الأخرى ضده فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة ومن المستحيل أن يؤتى لعبد واحد بكفر وإيمان معا فيستحيل أن توضع شهادة التوحيد في الميزان أما بعد الايمان فان النطق بهذه الكلمة الطيبة حسنة فتوضع في الميزان كسائر الحسنات وأيد ذلك بقوله جل وعلا في الحديث إن لك عندنا حسنة دون أن يقو سبحانه إيمانا وجوز أن يكون المراد هذ الكلمة إذا كانت آخر كلامه في الدنيا وجوز غيره أن تكون كلمة التوحيد ومنع لزوم وضع الضد في الكفة الأخرى ليلزم المحال فتدبر وجاء في خبر آخر أخرجه ابن أبي الدنيا والنميري في كتاب الاعلام عن عبد الله أيضا قال إن لادم عليه السلام من الله عز جل موقفا في فسح من العرش عليه ثوبان أخضران كأنه نخلة سحوق ينظر إلى من ينطلق به من ولده إلى الجنة ومن ينطلق به إلى النار فبينا آدم على ذلك إذ ينظر إلى رجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلّم ينطلق به إلى النار فينادي آدم عليه السلام يا أحمد يا أحمد فيقول E لبيك يا أبا البشر فيقول هذا رجل من أمتك ينطلق به إلى النار قال A فأشد المئزر وأسرع في أثر الملائكة فأقول : يا رسل ربي قفوا فيقولون نحن الغلاظ الشداد الذين لا نعصي الله تعالى ما امرنا ونفعل ما نؤمر فإذا أيس النبي A قبض على لحيته بيده اليسرى واستقبل العرش بوجهه فيقول يا رب قد وعدتني أن لا تخزيني في أمتي فيأتي النداء من قبل العرش أطيعوا محمدا وردوا هذا العبد إلى المقام فيخرج A بطاقة بيضاء كلانملة فيلقيها في كفة الميزان اليمنى وهو يقول بسم الله فترجح الحسنات على السيئات فينادي المنادي سعد وسعد جده وثقلت موازينه انطلقوا به إلى الجنة فيقول يا رسل ربي قفوا حتى أسأل هذا العبد الكريم على ربه فيقول بأبي أنت وأمي ما أحسن وجهك وأحسن خلقك من أنت فقد أقلتني عثرتي ورحمت عبرتي فيقول E أنا نبيك محمد وهذه صلاتك التي كنت تصلي علي وفيتكها أحوج ما تكون اليها انتهى .
ولعل فعل مثل هذا إد صح الخبر مبالغة في اظهار كرامة النبي A على ربه D بين الأولين والاخرين .
وقيل توزن الاشخاص واحتجوا له بما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه إنه ليؤتى العظيم السمين يوم القيامة لايزن عند الله تعالى جناح بعوضة ولا أدري على هذا ما يوضع في الكفة الأخرى في الميزان إذا وضع المذنب في أحدهما ووضع شخص في مقابلة شخص لا أراه إلا كما ترى والخبر ليس نصا في الدعوى كما لا يخفى وقيل : ان هذه الاعمال الظاهرة في هذه النشأة بصورة عرضية تظهر في النشأة الآخرة بصورة جوهرية مناسبة لها في الحسن والقبح وروي هذا عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وصححه غير واحد وقال : ان عليه الاعتقاد وفي الآثار ما يؤيده فقد أخرج ابن عبد البر عن ابراهيم النخعي قال يجاء بعمل الرجل فيوضع بكفة ميزانه يوم القيامة فيخف فيجاء بشيء أمثال الغمام فيوضع في كفة ميزانه فيرجحه فيقال له أتدري ما هذا فيقول : لا فيقال له هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس وأخرج ابن المبارك عن حماد بن أبي سليمان بمعناه .
وقيل : الوزن عبارة عن القضاء السوي والحكم العادل واستعمال لفظ الوزن في هذا المعنى شائع في اللغة والعرف بطريق المناية وبه قال مجاهد والاعمش والضحاك واليه ذهب المعتزلة إلا أن منهم من جوز