فيها كما قيل والخطاب عليهما عام وقيل : الخطاب لهذه الأمة وروي ذلك عن السدي أي جعلكم خلفاء الأمم السالفة ورفع بعضكم فوق بعض في الفضل والغنى كما روي عن مقاتل درجات كثيرة متفاوتة ليبلوكم فيما ءاتاكم أي ليعاملكم معاملة من يبتليكم لينظر ماذا تعملون مما يرضيه وما لا يرضيه إن ربك تجريد الخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلّم مع إضافة اسم الرب اليه E لابراز مزيد اللطف به A سريع العقاب أي عقابه سبحانه الأخروي سريع الاتيان لمن لم يراع حقوق ما ءاتاه لأن كل آت قريب أو سريع التمام عند ادارته لتعاليه سبحانه عن استعمال المباديء والآلات .
وجوز أن يراد بالعقاب عقاب الدنيا كالذي يعقب التقصير من البعد عن الفطرة وقساوة القلب وغشاوة الأبصار وصم الاسماع ونحو ذلك وإنه لغفور رحيم .
561 .
- لمن راعى حقوق ما ءاتاه الله تعالى كما ينبغي .
وفي جعل خبر هذه الجملة هذين الوصفين الواردين على بناء المبالغة مع التأكيد باللام مع جعل خبر الاولى صفة جارية على غير من هي له ما لا يخفى من التنبيه على أنه سبحانه غفور رحيم بالذات لا تتوقف مغفرته ورحمته على شيء كما يشير اليه قووله سبحانه في الحديث القدسي سبقت رحمتي غضبي مبالغ في ذلك فاعل للعقوبة بالعرض وبعد صدور ذنب من العبد يستحق به ذلك وما ألطف افتتاح هذ السورة بالحمد وختمها بالمغفرة والرحمة نسأل الله تعالى أن يجعل لنا الحظ الأوفر منهما إنه ولي الانعام وله الحمد في كل ابتداء وختام .
ومن باب الاشارة في الآيات سيقول الذين أشركوا بالله تعالى وأثبتوا وجودا غير وجوده لو شاء الله تعالى ما أشركنا به سبحانه شيئا ولا أشرك آباؤنا من قبلنا ولا حرمنا من شيء قالوا ذلك تكذيبا للرسل عليهم السلام كذلك كذب الذين من قبلهم وقالوا مثل قولهم حتى ذاقوا بأسنا الذي حل بهم لتكذيبهم وهو الحجاب قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا بالبيان إن تتبعون إلا الظن لأنكم محجوبون في مقام النفس قل فلله الحجة البالغة أي إن كان الأمر كما قلتم فليس لكم حجة بل لله تعالى الحجة عليكم لأنه تعالى لا يشاء إلا ما يعلمه في الأزل ولا يعلم الشيء إلا على ما هو عليه في نفسه فلو لم تكونوا في أنفسكم مشركين سيئي الاستعداد لما شاء الله تعالى ذلك منكم فلو شاء لهداكم أجمعين لكنه لم يشأ إد ليس في استعدادكم الأزلي ذلك .
وتحتمل الآية وجوها أخر لعلها غير خفية قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا فان اثبات موجود غير الله تعالى ظلم عظيم وبالوالدين أي الروح والقلب أحسنوا إحسانا برعاية حقوقهما ولا تقتلوا أي تهلكوا اولادكم قواكم باستعمالها في غير ما هي له من إملاق أي من أجل فقركم من الفيض الأقدس نحن نرزقهكم وإياهم بأن نفيض عليكم وعليهم ما تتغذون به من المعارف بمقدار إذا توجهتم الينا ولا تقربوا الفواحش الأعمال الشنيعة ما ظهر منها كأفعال الجوارح وما بطن كأفعال القلب ولا تقتلوا النفس التي حرم الله تعالى قتلها إلا بالحق أي إلا بسببه بأن تريدوا توجهها اليه أو إلا قتلا متلبسا به وهو قتلها إذا مالت إلى السوي ولا تقربوا مال اليتيم أي ما أعد ليتيم القلب المنقطع عن علائق الدنيا والآخرة من المعارف التي هي وراء طور العقل إلا بالتي هي احسن وهي التصديق بذلك أجمالا وعدم