فمن أظلم ممن كذب بآيات الله الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها فان مجيء القرآن الموصوف بما تقدم موجب لغاية أظلمية من يكذبه والمراد من الموصول اولئك المخاطبون ووضع موضع ضميرهم بطريق الالتفات تنصيصا على اتصافهم بما في حيز الصلة وإشعارا بعلة الحكم واسقاطا لهم عن رتبة الخطاب وعبر عما جاءهم بآيات الله تعالى تهويلا للأمر وقريء كذب بالتخفيف والجار الأول متعلق بما عنده والثاني يحتمل ذلك وهو الظاهر .
ويحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف وقع حالا والمعنى كذب ومعه آيات الله تعالى وصدف عنها أي أعرض غير مفكر فيها كما روي عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما أو صرف الناس عنها فجمع بين الضلال والاضلال والفعل على الأول لازم وعلى الثاني متعد وهو الأكثر استعمالا سنجزي الذين يصدفون عن ءاياتنا وعيد لهم ببيان جزاء اعراضهم أو صدهم بحيث يفهم منه جزاء تكذيبهم ووضع الموصول موضع الضمير لتحقيق مناط الجزاء سوء العذاب أي العذاب الشيء الشديد بما كانوا يصدفون .
751 .
- أي بسبب ما كانوا يفعلون الصدف على التجدد والاستمرار وهذأ تصريح بما أشعر به إجراء الحكم على الموصول من علية ما في حيز الصلة له هل ينظرون استئناف مسوق لبيان أنه لا يتأتى منهم الايمان بانزال ما ذكر من البينات والهدى والايذان بأن من الآيات ما لا فائدة للايمان عنده مبالغة في التبليغ والانذار وإزاحة العلل والاعذار وهل للاستفهام الانكاري وأنكر الرضى مجيئها لذلك وقال : إنها للتقرير في الاثابت والجمهور على الأول والضمير لكفار أهل مكة .
وزعم الجبائي أنه للنبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه رضي الله تعالى عنهم أي ما ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة لقبض أرواحهم أو يأتي ربك يوم القيامة في ظلل من الغمام حسبما أخبر وبالمعنى الذي أراد وإلى هذا التفسير ذهب أبن مسعود : وقتادة ومقاتل وقيل : اتيان الملائكة لانزال العذاب والخسف بهم وعن الحسن اتيان الرب على معنى اتيان أمره بالعذاب وعن ابن عباس المراد يأتي أمر ربك فيهم بالقتل وقيل : المراد يأتي كل آياته يعني ءايات القيامة والهلاك الكلي لقوله سبحانه : أو يأتي بعض ءايات ربك وأنت تعلم أن المشهور من مذهب السلف عدم تأويل مثل ذلك بتقدير مضاف ونحوه بل تفويض المراد منه إلى اللطيف الخبير مع الجزم بعدم إرادة الظاهر ومنهم من يبقيه على الظأهر إلا أنه يدعي أن الاتيان الذي ينسب اليه تعالى ليس الاتيان الذي يتصف به الحادث وحاصل ذلك أنه يقول بالظواهر وينفي اللوازم ويدعي أنها لوازم في الشاهد وأين التراب من رب الأرباب .
وجوز بعض المحققين حمل الكلام على الظاهر المتعارف عند الناس والمقصود منه حكاية مذهب الكفار واعتقادهم وعلى ذلك اعتمد الامام وهو بعيد أو باطل والمراد بالآيات عند بعض أشراط الساعة وهي على ما يستفاد من الأخبار كثيرة وصح من طرق حذيفة بن أسيد قال : أشرف علينا رسول الله A من علية ونحن نتذاكر فقال : ما تذاكرون قلنا : نتذاكر الساعة قال : إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر ءايات : الدخان والدجال وعيسى بن مريم وياجوج وماجوج والدابة وطلوع الشمس من مغربها وثلاثة خسوف :