والجن بالانس حيث اتخذوهم قادة ورؤساء واتبعوا أمرهم فادخلوا عليهم السرور بذلك .
وعن الحسن وابن جريج والزجاج وغيرهم أن استمتاع الانس بهم أنهم كانوا إذا سافر أحدهم وخاف الجن قال : أعوذ بسيد هدا الوادي واستمتاعهم بالانس اعترافهم بأنهم قادرون على إعاذتهم واجارتهم .
وعن محمد بن كعب أن المراد باستمتاع بعضهم ببعض طاعة بعضهم بعضا وموافقته لهم وقال البلخي يحتمل أن يكون الاستمتاع مقصورا على الانس فيكون الانس قد استمتع بعضهم ببعض الجن دون الجن .
وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا وهو يوم القيامة على ماقاله غير واحد وعن الحسن والسدي وابن جريج أنه الموت والأول أولى وإنما قال الاولياء ما قالوا اعترافا بما فعلوا من طاعة الشياطين وابتاع الهوى وتكذيب البعث واظهارا للندامة عليها وتحسرا على حالهم وستسلاما لربهم وإلا ففائدة الخبر ولازمها مما لا تحقق له .
قيل : ولعل الاقتصار على حكاية كلام الضالين للايذان بأن المضلين قد افحموا بالمرة فلم يقدروا على التكلم أصلا .
وقريء آجالنا بالجمع و الذي بالتذكير والافراد قال ابو علي : هو جنس أو وقع الذي موقع التي .
قال استئناف بياني كأنه قيل : فماذأ قال الله تعالى حينئذ فقيل قال : النار مثواكم أي منزلكم ومحل إقامتكم أو ذات ثوائكم على أن المثوى اسم مكان أو مصدر خالدين فيها حال من ضمير الجمع والعامل فيها مثوى إن كان مصدرا وقدروا عاملا أي يبوون خالدين إن كان مثوى اسم مكان لأنه حينئذ لا يصلح للعمل وقال أبو البقاء : إن العامل في الحال على هذا التقدير معنى الاضافة وردوه بأن النسبة الاضافية لا تعمل ولا يصح أن تنصب الحال إلا ما شاء الله نقل عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه تعالى استثنى قوما قد سبق في علمه أنهم يسلمون ويصدقون النبي صلى الله عليه وسلّم وهذا مبني على أن الاستثناء ليس من المحكي وأن ما بمعنى من ولا يخفى أن استعمال ما للعقلاء قليل فيبعد ذلك كما يبعد شكول ما تقدم للمستثنى وقيل : إن ما مصدرية وقتية على ما هو الظاهر والمراد إلا الوقت الذين ينقلون فيه إلى الزمهرير فقد روي أنهم يدخلون واديا من الرمهرير ما يميز بين أوصالهم من بعض فيتعاوون ويطلبون الرد إلى الجحيم ورد بأن فيه صرف النار من معناها العلمي وهو دار العذاب إلى اللغوي وأجيب عنه بأنه لا بأس به إذا دعت اليه ضرورة وقيل عليه : إن المعترض لا يسلم الضرورة غير هذا التأويل مع أن قوله سبحانه : مثواكم يقتضي ما ذهب اليه المعترض بحسب الظاهر وقيل : إن لهم وقتا يخرجون فيه من دار العذاب وذلك أنه روي أنهم يفتح لهم أبواب الجنة ويخرجون من النار فإذا توجهوا للدخول أغلقت في وجوههم استهزاء بهم وإليه الاشارة بقوله تعالى : فاليوم الذين آنوا من الكفار يضحكون .
وأنت تعلم أن ظواهر الآيات صادحة بعدم تخفيف العذاب عن الكفار بعد دخولهم النار وفي إخراجهم هذا تخفيف أي تخفيف وإن كان بعده ما يشيب منه النواصي ولعل الخبر في ذلك غير صحيح والمشهور أن المرائين يدنون من الجنة حتى إذا استنشقوا ريحها ورأو ما أعد الله تعالى لعباده فيها نودوا ان اصرفوهم عنها لا نصيب لهم فيها الخبر بتمامه وقد قدمناه ويكون ذلك قبل إدخالهم النار كما لا يخفى على من راجع الحديث .
وقيل : المستثنى زمان امهالهم قبل الدخول كأنه قيل النار مثواكم أبدا إلا ما أمهلكم ورده أبو حيان بأنه