رضي الله تعالى عنهم فالمراد حينئذ جعل الليل مسكونا فيه أخذأ له من السكون أي الهدوء والاستقرار كما في قوله تعالى : تسكنوا فيه وقرأ سائر السبعة إلا الكوفيين جاعل بالرفع وقريء شاذا بالنصب و الليل فيهما مجرور بالاضافة ونصب سكنا عند كثير بفعل دل عليه هذا الوصف لا به لأنه يشترط في عمل اسم الفاعل كونه بمعنى الحال أو الاستقابل وهو هنا بمعنى الماضي كما يشهد به قراءة جعل .
وجوز الكسائي وبعض الكوفيين عمله بمعنى الماضي مطلقا حملا له على الفعل الذي تضمن معناه وبعضهم جوز عمله كذلك إذا دخلت علي أل وآخرون جوزوا عمله في الثاني إذا أضيف إلى الأول لشبهه بالمعرف باللام وعلى هذا والأول لا يحتاج إلى تقدير فعل بل يكون الناصب هو الوصف واختار بعضهم كونه الناصب أيضا لكن باعتبار ان المراد به الجعل المستمر في الأزمنة المختلفة لا الزمان الماضي فقط ولا يجري على هذا مجرى الصفة المشبهة لأن ذلك كما قال المحققين فيما قصد به الاستمرار مشروط باشتهار الوصف بذلك الاستعمال وشيوعه فيه ونصبه في قراءتنا على أنه مفعول ثان لجعل .
وجوز أن يكون جعل بمعنى أحدث المتعدي لواحد فيكون نصبا على الحال والشمس والقمر معطوفان على الليل وعلى قراءة من جره يكون نصبها بجعل المقدر الناصب لسكنا أو بآخر مثله وقيل : العطف على محل الليل المجرور فان اضافة الوصف اليه غير حقيقية إذا لم ينظر فيه إلى المضي وقريء بالجر وهو ظاهر وبالرفع على الابتداء والخبر محذوف أي مجعولان حسبانا أي على أدوار مختلفة يحسب فيها الاوقات التي نيط بها العبادات والمعاملات او محسوبان حسبانا والحسبان بالضم مصدر حسب الفتح كما أن الحسبان بالكسر مصدر حسب وهذا هو الأصل المسموع في نحو ذلك وما سواه وارد على خلاف القياس كما قيل وعن أبي الهيثم أن حسبانا جمع حساب مثل ركبان وركاب وشهبان وشهاب وفي إرادته هنا بعد ذلك إشارة إلى جعلهما كذلك .
وقال الطبرسي : إلى ما تقدم من فلق الاصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا والجمهور على الأول وهو الظاهر وما فيه من معنى البعد للايذان بعلو منزلة المشار اليه وبعد منزلته أي ذلك التسيير البديع الشأن تقدير العزيز أي الغالب القاهر الذي لا يتعاصاه شيء من الأشياء التي من جملتها تسييرهما على الوجه المخصوص العليم .
69 .
- المبالغ في العلم بجميع المعلومات التي من جملتها ما في ذلك التسيير من المصالح المعاشية والمعادية .
وهو الذي جعل أي أنشأ أو صير لكم أي لأجلكم النجوم قيل : المراد بها ما عدا النيرين لأنها التي بها الاهتداء الآتي ولأن النجم يحص في العرف بما عداهما وجوز أن يدخلا فيها فيكون هذا بيانا لفائدتهما العامة إثر بيان فائدتهما الخاصة والمنجمون يقسمون النجوم إلى ثوبت وسيارات والسيارات سبع باجماع المتقدمين وثمان بزيادة هرشل عند المنجمين اليوم والثوابت لا يعلم عدتها إلا الله تعالى والمرصود منها كما قال عبد الرحمن الصوفي : الف وخمسة وعشرون بادخال الضفيرة ومن أخرجها قال :