ابن أبي خيثمة كان بعد سليمان وروى الطبراني أن مدة عمره كانت ثلاثا وتسعين سنة ويوسف وهو على الصحيح المشهور ابن يعقوب ابن اسحق بن ابراهيم ويشهد له ما أخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة مرفوعا إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عاش مائة وعشرين سنة وفيه ست لغات تثليث السين مع الياء والهمزة والصواب أنه أعجمي لا اشتقاق له وموسى وهو ابن عمران ابن يصهر بن ماهيث بن لاوي بن يعقوب ولا خلاف في نسبه وهو اسم سرياني .
وأخرج أبو الشيخ من طريق عكرمة عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : إنما سمي موسى لأنه ألقي بين شجر وماء فالماء بالقبطية مو والشجر شا وفي الصحيح وصفه بأنه آدم طوال جعد كأنه من رجال شنوءة وعاش كما قال الثعلبي مائة وعشرين سنة وهارون أخوه وشقيقه وقيل : لأمه وقيل : لأبيه فقط حكاهما الكرماني في عجائبه مات قبل موسى عليهما السلام وكان ولد قبله بسنة وفي بعض أحاديث الاسراء صعدت إلى السماء الخامسة فاذا أنا بهرون ونصف لحيته أبيض ونصفها أسود تكاد تضرب سرته من طولها فقلت : يا جبريل من هذا قال : المحبب في قومه هرون بن عمران وذ : ربعضهم أن معنى هرون بالعبرانية المحبب وكذلك نجزي المحسنين .
48 .
- قيل : أي نجزيهم مثل ما جزينا ابراهيم عليه السلام برفع درجاته وكثرة أولاده والنبوة فيهم والمراد مطلق المشابهة في مقابلة الاحسان بالاحسان والمكانات بين الأعمال والاجزية من غير بخس لا المماثلة من كل وجه لأن اختصاص ابراهيم صلى الله عليه وسلّم بكثرة النبوة في عقبه أمر مشهور .
واختار بعض المحققين كون التشبيه على حد ما تقدم في قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا ونظائره وأل في المحسنين للعهد والأظهار في موضع الاضمار للثناء عليهم بالاحسان الذي هو عبارة عن الاتيان بالاعمال على الوجه اللائق الذي هو حسنها الوصفي المقارن لحسنها الذاتي وقد فسره A بقوله أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك والجملة اعتراض مقرر لما قبلها .
وزكريا هو ابن ازن بن بركيا كان من ذرية سليمان عليهما السلام وقتل بعد قتل ولده وكان له يوم بشر به اثنان وتسعون وقيل : تسع وتسعون وقيل : مائة وعشرون سنة وهو اسم أعجمي وفيه خمس لغات اشهرها المد والثانية القصر وقريء بهما في السبع وزكرى بتشديد الياء وتخفيفها وزكر كقلم .
ويحيى ابنه وهو اسم أعجمي وقيل : عربي وعلى القولين كما قال الواحدي لا ينصرف وسمي بذلك على القول الثاني لأنه حيي به رحم أمه وقيل : غير ذلك وعيسى ابن مريم وهو اسم عبراني أو سرياني وفي الصحيح أنه ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس وفي ذكره عليه السلام دليل على أن الذرية يتناول أولاد البنات لأن انتسابه ليس إلا من جهة أمه وأورد عليه أنه ليس له أب يصرف اضافته إلى الام إلى نفسه فلا يظهر قياس غيره عليه في كونه ذرية لجده من الأم .
وتعقب بان مقتضى كونه بلا أب ان يذكر في حيز الذرية وفيه منع ظاهر والمسألة خلافية والذاهبون إلى دخول ابن البنت في الذرية يستدلون بهذه الآية وبها احتج موسى الكاظم رضي الله تعالى عنه على ما رواه البعض عن الرشيد وفي التفسير الكبير أن أبا جعفر رضي الله تعالى عنه استدل بها عند الحجاج بن يوسف