وأوجد يوم الحشر والمعاد وإا على الهاء في اتقوه فهو مفعول به مثله أيضا والكلام على حذف مضاف أي اتقوا الله تعالى واتقوا هول ذلك اليوم وعقابه وفزعه وإما متعلق بمحذوف دل عليه بالحق أي يقوم بالحق يوم الخ وهو إعراب متكلف كما قال أبو حيان وقيل : إنه معطوف على بالحق وهو ظرف لخلق أي خلق السموات والأرض بعظمها حين قال كن فكان والتعبير بصيغة الماضي احضار للامر البديع وفيه أنه يتوقف على صحة عطف الظرف على الحال بناء على أن الحال ظرف في المعنى وهو تكلف وقوله الحق مبتدأ وخبر أو فاعل يكون على معنى وحين يقول لقوله الحق أي لقضائه كن فيكون والمراد به حين يكون الأشياء ويحدثها أو يحن يقوم القيامة فيكون التكوين إحياء الأموات للحشر وقيل غير ذلك فتدبر .
وله الملك يوم ينفخ في الصور أي استقر الملك له في ذلك اليوم صورة ومعنى بانقطاع العلائق المجازية الكائنة في الدنيا المصححة للمالكية في الجملة فلا يدعيه غيره بوجه والصور قرن ينفخ فيه كما ثبت في الأحاديث والله تعالى أعلم بحقيقته وقد فصلت أحواله في كتب السنة وصاحبه إسرافيل عليه السلام على المشهور وأخرج البزار والحاكم عن أبي سعيد الخدري مرفوعا أن ملكين موكلين بالصور ينتظران متى يومران فينفخان وقرأ قتادة في الصور جمع صورة والمراد بها الابدان التي تقوم بعد نفخ الروح فيها لرب العالمين عالم الغيب والشهادة أي كل غيب وشهادة وهو الحكيم في كل ما يفعله الخبير .
37 .
- بجميع الامور الخفية والجلية والجملة تذييل لما تقدم وفيه لف ونشر مرتب هذا .
ومن باب الاشارة في الآيات وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو أعلم أن بعض ساداتنا الصوفية قدس الله تعالى أسرارهم ذكروا أن للغيب مراتب أولاها غيب الغيوب وهو علم الله تعالى المسمى بالعناية الاولى وثانيتها غيب عالم الأرواح وهو انتقاش صورة كل ما وجد وسيوجد من الأزل إلى الأبد في العالم الأول العقلي الذي هو روح العالم المسمى بأم الكتاب على وجه كلي وهو القضاء السابق وثالثتها غيب عالم القلوب وهو ذلك الانتقاش بعينه مفصلا تفصيلا علميا كلياوجزئيا في عالم النفس الكلية التي هي قلب العالم المسمى باللوح المحفوظ ورابعتها غيب عالم الخيال وهو انتقاش الكائنات بأسرها في النفوس الجزئية الفلكية منطبعة في أجرامها معينة مشخصة مقارنة لأوقاتها على مايقع بعينه وذلك العالم هو الذي يعبر عنه بالسماء الدنيا إذ هو أقرب مراتب الغيوب إلى عالم الشهادة ولوح القدر الالهي الذي هو تفصيل قضائه سبحانه وذكروا أن علم الله تعالى الذي هو العناية الأولى عبارة عن إحاطته سبحانه بالكل حضورا فالخزائن المشتملة على جميع الغيوب حاضرة لذاته وليس هناك شيء زائد ولا يعلمها إلا هو سبحانه وكذا أبواب تلك الخزائن مغلقة مفاتيحها بيده تعالى لا يطلع على ما فيها أحد غيره D وقد يفتح منها ما شاء لما يشاءه هذا وقد يقال : حقق كثير من الراسخين في العلم أن حقائق الأشياء وماهيتها ثابتة في الأزل وهي في ثبوتها غير مجعولة وانما المجعو الصور الوجودية وهي لا تتبدل ولا تتغير ولا تتصف بالهلاك أصلا كما يشير اليه قوله تعالى : كل شيء هالك إلا وجهه بناء على عود الضمير إلى الشيء وتفسير الوجه بالحقيقة وعلم الله تعالى بها حضوري وهي كالمرايا لصورها الحادثة فتكون تلك الصور مشهودة لله تعالى أزلا مع عدمها في نفسها ذهنا وخارجا وقد بينوا انطواء العلم بها في العلم بالذات بجميع اعتباراته التي منها كونه سبحانه مبدأ