فلا تقول أبدا أراني زيد عمرا ما صنع هذا على معنى أعلم وأخرجته عن موضوعه بالكلية لمعنى إما بدليل دخول الفاء بعده كقوله تعالى : أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة الآية فما دخلت الفاء إلا وقد خرجت لمعنى إما والمعنى أما إذا أوينا إلى الصخرة فالأمر كذا وكذا وقد أخرجته أيضا إلى معنى أخبرني كما قدمنا وإذا كان بهذا المعنى فلابد بعده من اسم المستخبر عنه وتلزم الجملة بعد الاستفهام وقد يخرج لهذا المعنى وبعده الشرط وظرف الزمان أه ولم يوافق في جميع ذلك .
وذهب شيخ أهل الكوفة الكسائي الى أن التاء ضمير الفاعل وأداة الخطاب اللاحقة في موضع المفعول الأول وذهب الفراء الى أن التاء حرف خطاب واللواحق بعده في موضع الرفع على الفاعلية وهي ضمائر نصب استعملت استعمال ضمائر الرفع والكلام على ذلك مبسوط في محله والمختار عند كثير من المحققين ما ذهب اليه البصريون من جعل كم هنا وكذا سائر اللواحق حرف خطاب ومتعلق الاستخبار عندهم ومحط التبكيت قوله تعالى أغير الله الخ وقوله سبحانه : ان كنتم صادقين .
4 .
- متعلق بأريتكم مؤكد للتبكيت كاشف عن كذبهم وجواب الشرط محذوف ثقة بدلالة المذكور عليه والتقدير على ما قيل ان كنتم صادقين في أن أصنامكم آلهة أو أن عبادتكم لها نافعة أو ان كنتم قوما من شأنكم الصدق فأخبروني أألها غير الله تعالى تدعون ان أتاكم عذاب الله الخ فان صدقهم من موجبات أخبارهم بدعائهم غيره سبحانه .
وقيل : إن الجواب ما يدل عليه قوله تعالى : أغير الله تدعون أي فادعوه على أن الضمير لغير الله واعترض بأنه يخل بجزالة النظم الكريم كيف لا والمطلوب منهم إنما هو الاخبار بدعائهم غيره جل شأنه عند اتيان ما يأتي لانفس دعائهم إياه وجوز آخرون كون متعلق الاستخبار محذوفا تقديره أخبروني ان أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة من تدعون وجعلوا قوله سبحانه : أغير الله الخ استئنافا للتبكيت على معنى أتخصون آلهتكم بالدعوة كما هو عادتكم إذا أصابكم ضر أم تدعون الله تعالى دونها وعليه فتقديم المفعول للتخصيص .
وبعضهم جعل تقديمه لأن الأنكار متعلق به وأنكر تعلقه بالتخصيص نعم التقديم في قوله تعالى بل اياه تدعون للتخصيص أي بل تخصونه سبحانه بالدعاء وليس لرعاية الفواصل والتخصيص مستفاد مما بعد وهو عطف على جملة منفية تفهم من الكلام السابق كأنه قيل لا غير الله تدعون بل إياه تدعون وجعله في الكشف عطفا على أغير الله تدعون وأورد الزمخشري على كون أغير الله تدعون متعلق الاستخبار أن قوله سبحانه : فيكشف ما تدعون اليه أي ما تدعونه إلى كشفه مع قوله تعالى أو أتتكم الساعة يأباه فان قوارع الساعة لا تكشف عن المشركين وأجاب بأنه قد اشترط في الكشف المشيئة بقوله جل شأنه إن شاء وهو D لا يشاء كشف هاتيك القوارع عنهم وخص الايراد بذلك الوجه على ما في الكشف لأن الشرطين فيه لما كانا متعلقين بقوله سبحانه أغير الخ وكان بل إياه الخ عطفا عليه اضرابا عنه والمعطوف في حكم المعطوف عليه وجب أن يكونا متعلقين به أيضا ولما كان الكشف مستعقب الدعاء مستفادا عنه وجب أن يكونا متعلقين به أيضا فجاء سؤال أن قوارع الساعة لا تكشف وأما في الوجه الآخر فلان أغير الخ لما كان كلاما مستقلا لم متعلق به الشرطان لفظا بل جاز أن يقدرا أو هو الظأهر أن ساعد المعنى وأن يقدر واحد منهما حسب استدعاء