دنسة حتى يدخل معه قبره فإذا رآه قال ما أقبح وجهك قال كذلك كان عملك قبيحا قال : ما أنتن ريحك قال : كذلك كان عملك منتنا قال : ما أدنس ثيابك فيقول : إن عملك كان دنسا قال : من أنت قال : أنا عملك فيكون معه في قبره فاذا بعث يوم القيامة قال له إني كنت أحملك في الدنيا باللذات والشهوات فانت اليوم تحملني فيركب على ظهره فيسوقه حتى يدخله النار وأخرجا عن عمرو بن قيس قال : إن المؤمن إذا خرج من قبره استقبله عمله في أحسن شيء صورة وأطيبه ريحا فيقول له : هل تعرفني فيقول لا إلا أن الله تعالى قد طيب ريحك وحسن صورتك فيقول : كذلك كنت في الدنيا أنا عملك الصالح طالما ركبتك في الدنيا فاركبني أنت اليوم وتلا يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا وان كان الكافر يستقبله أقبح شيء صورة وأنتنه ريحا فيقول : هل تعرفني فيقول : لا إلا أن الله تعالى قد قبح صورتك ونتن ريحك فيقول : كذلك كنت في الدنيا أنا عملك السيء طالما ركبتني في الدنيا فانا اليوم أركبك وتلا وهم يحملون الآية .
وبعضهم يجعل كل ما ورد في هذا الباب مما ذكر تمثيلا أيضا ولا مانع من الحمل على الحقيقة واجراء الكلام على ظاهره وقد قال كثير من أهل السنة بتجسيم الاعمال في تلك الدار وهو الذي يقتضيه ظاهر الوزن .
ألا ساء ما يزرون .
13 .
- تذييل مقرر لما قبله وتكملة له و ساء تحتمل كما قيل هنا ثلاثة أوجه أحدها أن تكون المتعدية المتصرفة وزنها فعل بفتح العين والمعنى ألا ساء ما يزرون وما موصولة أو مصدرية أو نكرة وموصوفة فاعل لها والكلام خبر وثانيهما أنها حولت إلى فعل اللازم بضم العين واشربت معنى التعجب والمعنى ما أسوأ الذي يزرونه أو ما أسوأ وزرهم وثالثها أنها حولت أيضا للمبالغة في الذم فتساوي بئس في المعنى والاحكام .
وما الحياة الدنيا الا لعب ولهو لما حقق سبحانه وتعالى فيما سبق أن وراء الحياة الدنيا حياة أخرى يلقون فيها من الخطوب ما يلقون بين جل شأنه حال تينك الحياتين في انفسهما وجعله بعضهم جوابا لقولهم : أن هي الا حياتنا الدنيا وفيه بعد وكيفما كان فالمراد وما أعمال الحياة الدنيا المختصة بها الا كاللعب واللهو في عدم النفع والثبات وبهذا التقدير خرج كما قال غير واحد ما فيها من الأعمال الصالحة كالعباد وما كان لضرورة المعاش والكلام من التشبيه البليغ ولو لم يقدر مضاف وجعلت الدنيا نفسها لعبا ولهوا مبالغة كما في قوله : .
وإنما هي اقبال وادبار .
صح واللهو واللعب على ما في درة التنزيل م يشتركان في أنهما الاشتغال بما لا يعني العاقل ويهمه من هوى وطرب سواء كان حراما اولا وفرق بينهما بأن اللعب ما قصد به تعجيل المسرة والاسترواح به واللهو كل ما شغل من هوى وطرب وإن لم يقصد به ذلك وإذا أطلق اللهو فهو على ما قيل اجتلاب المسرة بالنساء كما في وقله : الا زعمت بسياسة اليوم انني كبرت وان لا يحسن اللهو امثالي وقال قتادة : اللهو في لغة اليمن المرأة وقيل : اللعب طلب المسرة والفرح بما لا يحسن أن يطلب به واللهو صرف الهم بما لا يصلح أن يصرف به وقيل : إن كل شغل أقبل عليه لزم الاعراض عن كل ما سواه لأن من لا يشغله شأن عن شأن هو الله تعالى فاذا أقبل على الباطل لزم الاعراض عن الحق فالاقبال على الباطل لعب والاعراض عن الحق لهو وقيل : العاقل المشتغل بشيء لا بدله من ترجيحه وتقديمه على غيره فان قدمه من غير ترك للآخر فلعب وإن تركه ونسيه به فهو له وقد بين صاحب الدرة بعد أن سرد هذه الأقوال سر