مضاف و يومئذ له حكمه وفي الدر المصون لا حاجة اليه لأن التنوين لكونه عوضا يجعل في قوة المذكور خلافا للأخفش وذكر الأجهوري أن التنوين هنا عوضا عن جملة محذوفة يتضمنها الكلام السابق والأصل يوم إذ يكون الجزاء ونحو ذلك والجملة مستأنفة مؤكدة لتهويل العذاب وجوز أن تكون صفة عذاب وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب وأبو بكر عن عاصم من يصرف على أن الضمير فيه لله تعالى وقرأ أبي من يصرف الله باظهار الفاعل والمفعول به محذوف أي العذاب أو يومئذ بحذف المضاف أو يجعل اليوم عبارة عما يقع فيه و من في هذه القراءة مبتدأ .
وجوز أبو البقاء أن تجعل في موضع نصب بفعل محذوف تقديره من يكرم يصرف الله العذاب عنه فجعل يصرف تفسيرا للمحذوف وأن يجعل منصوبا بيصرف ويجعل ضمير عنه للعذاب أي أي انسان يصرف الله تعالى عنه العذاب فقد رحمه أي الرحمة العظى وهي النجاة كقولك : ان أطعمت زيدا من جوعه فقد أحسنت اليه تريد فقد أتممت الاحسان اليه وعلى هذا يكون الكلام من قبيل من أدرك مرعى الضمان فقد أدرك ومن كانت هجرته إلى الله تعالى الخبر ومن قبيل صرف المطلق الى الكامل وقيل : المراد فقد أدخله الجنة فذكر الملزوم وأريد اللازم لأن ادخال الجنة من لوازم الرحمة إذ هي دار الثواب اللازم لترك العذاب .
ونقض بأصحاب الأعراف وأجيب بأن قوله تعالى وذلك الفوز المبين .
61 .
- حال مقيدة لما قبله والفوز المبين إنما هو بدخوله الجنة لقوله تعالى فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وأنت تعلم أنه إذا قلنا : إن الأعراف جبل في الجنة عليه خواص المؤمين كما هو أحد الأقوال لا يرد النقض وسيأتي إنشاء الله تعالى تحقيق ذلك وما ذكر من الجواب مبني على ما يخفي بعده والداعي إلى التأويل اتحاد الشرط والجزاء الممتنع عندهم .
وقال بعض الكاملين : إن ما في النظم الجليل نظير قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لن يجزئ ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه يعني بالشراء المذكور وان اختلاف العنوا يفي في صحة الترتيب والتعقيب ولك أن تقول : إن الرحمة سبب للصرف سابق عليه على ما تلوح اليه صيغة الماضي والمستقبل والترتيب باعتبار الأخبار وتعقبه الشهاب بأنه تكلف لأن السبب والمسبب لابد من تغايرهما معنى والحديث المذكور منهم من أخذ بظاهره ومنهم من أوله بأن المراد لا يجزيه أصلا وهو دقيق لأنه تعليق بالمحال واما كون الجواب ماضيا لفظا ومعنى ففيه خلاف حتى منعه بعضهم في غير كان لعراقتها في المضي اه فليفهم .
والاشارة إما إلى الصرف الذي في ضمن يصرف وإا إلى الرحمة وذكر لتأويل المصدر بأن والفعل ومنهم من اعتبر الرحم بضم فسكون أو بضمتين وهو على ما في القاموس بمعنى الرحمة ومعنى البعد للايذان بعلو درجة ما أشير اليه والفوز الظفر بالبغية وأل لقصره على المسند اليه .
وإن يمسسك الله بضر أي ببلية كمرض و حاجة فلا كاشف أي لا مزيل ولا مفرج له عنك إلا هو والمراد لا قادر على كشفه سواه سبحانه وتعالى من الأصنام وغيرها وإن يمسسك بخير من صحة وغني فهو على كل شيء قدير .
71 .
- ومن جملته ذلك فيقدر جل شأنه عليه فيمسك به ويحفظه عليك