ملك السموات الخ فهو المالك والقادر على الاعطاء ولا يخفى بعده وفي إيثار ماعلى من المختصة بالعقلاء على تقدير تناولها للكل مراعة كما قيل م للأصل وإشارة إلى تساوي الفريقين في استحالة الربوبية حسب تساويهما في تحقيق المربوبية وعلى تقدير اختصاصها بغير العقلاء كما يشير إليه خبر ابن الزبعري رضي الله تعالى عنه تنبيه على كما قصورهم من رتبة الألوهية وفي تغليب غير العقلاء على العقلاء على خلاف المعروف ما لا يخفى من حط قدرهم وهو على كل شيء من الأشياء قدير .
21 .
- أي مبالغ في القدرة وفسرها الغزالي بالمعنى الذي به يوجد الشيء مقتدرا بتقدير الارادة والعلم واقعا على وفقهما وفسر الموصوف بها على الاطلاق بأنه الذي الذي يخترع كل موجود اختراعا ينفرد به ويستغنى به عن معاونة غيره وليس ذاك إلا الله تعالى الواحد القهار والظرف متعلق بتقدير والتقديم لمراعاة الفاصلة ولا يخفى ما في ذكر كبرياء الله تعالى وعزته وقهره وعلوه في آخر هذه السورة من حسن الاختتام وأخرج ابو عبيد عن أبي الزهراوية أن عثمان رضي الله تعالى عنه كتب في آخر المائدة ولله ملك السموات والأرض والله سميع بصير .
من باب الاشارة في اةيات جعل الله الكعبة البيت الحرام هي عندهم حضرة الجمع المحرمة على الاغيار وقيل : قلب المؤمن وقيل : الكعبة المخصوصة لا باعتبار أنها جدران أربعة وسقف بل باعتبار أنها مظهر جلال الله تعالى وقد ذكروا أنه سبحانه يتجلى منها لعيون العارفين كما يشير إليه قوله عر شأنه على ما في التوراة جاء الله تعالى من سينا فاستعلن بساعير وظهر من فاران قياما للناس من موتهم الحقيقي لما يحصل لهم بواسطة ذلك والشهر الحرام وهو زمن الوصول أو مراعاة القلب أو الفوز بذلك التجلي الذي يحرم فيه ظهور صفات النفس أو الالتفات إلى مقتضيات القوى الطبيعية أو نحو ذلك والهدي وهي النفس المذبوحة بفناء حضرة الجمع أو الواردات الألهية التي ترد القلب أو ما يحصل للعبد من المنن عند ذلك التجلي والقلائد وهي النفس الشريفة المنقادة أو هي نوع مما يحصل للعبد من قبل مولاه يقوده قسرا إلى ترك السوي ذلك لتعلموا بما يحصل لكم أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وأن الله بكل شيء عليم أي يعلم حقائق الأشياء في عالمي الغيب والشهادة وعلمه محيط بكل شيء قل لا يستوي الخبيث من النفوس والأعمال والاخلاق والأموال والطيب من ذلك ولو أعجبك كثرة الخبيث بسبب ملاءمته للنفس فان الأول موجب للقربة دون الثاني يا أيها الذين آمنوا الايمان البرهاني لا تسألوا من أرباب الايمان العياني عن أشياء غيبية وحقائق لا تعلم إلا بالكشف إن تبد لكم تسؤكم تهلككم لقصوركم عن معرفتها فيكون ذلك سببا لانكاركم والله سبحانه غيور وإنه ليغضب لأوليائه كما يغضب الليث للحرب وفي هذا كما قيل تحذير لأهل البداية عن كثرة سؤالهم من الكاملين عن اسرار الغيب وإرشاد لهم إلى الصحبة مع التسليم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن الجامع للظاهر والباطن المتضمن لما سئلتم عنه تبد لكم بواسطته ما جعل الله من بحيرة وهي النفس التي شقت أذنها لسماع المخالفات ولا سائبة وهي النفس المطلقة العنان السارحة في رياض الشهوات ولا وصيلة وهي النفس التي وصلت حبال آمالها بعضا ببعض فسوفت التوبة والاستعداد للآخرة ولا حام وهو من اشتغل حينا بالطاعة ولم يفتح له باب الوصول فوسوس اليه الشيطان