والجحدري لأولانا وأخرانا بتأنيث الأول والآخر باعتبار الأمة والطائفة وكون المراد بالاولى والاخرى الدار الأولى أي الدنيا والدار الأخرى أي أةخرة مما لا يكاد يصح وءاية عطف على عيدا وقوله سبحانه وتعالى : منك متعلق بمحذوف وقع صفة له أي آية كائنة منك دالة على كما قدرتك وصحة نبوتي وارزقنا أي الشكر عليها على ما حكى الجبائي أو المائدة على ما نقل عن غير واحد والمراد بها حينئذ كما قيل ما على الخوان من الطعام أو الأعم من ذلك وهذه ولعله الأولى وأنت خير الرازقين .
411 .
- تذييل جار مجرى التعليل أي خير من يرزقه لأنه خالق الرزق ومعطيه بلا ملاحظة عوض .
قال الله إني منرلها عليكم مرات عديدة كما ينبيء عن ذلك صيغة التفعيل وورود الاجابة منه تعالى كذلك مع كون الدعاء منه E بصيغة الأفعال لاظهار كمال اللطف والاحسان مع ما فيه من مراعاة ما وقع في عبارة السائلين وفي تصدير الجملة بكلمة التحقيق وجعل خبرها اسما تحقيق للوعد وإيذان بأنه سبحانه وتعالى منجز له لا محالة وإشعار بالاستمرار وهذه القراءة لأهل المدينة والشام وعاصم .
وقرأ الباقون كما قال الطبرسي منزلها بالتخفيف وجعل الانزال والتنزيل بمعنى واحد فمن يكفر بعد أي بعد تنزيلها حال كونه كائنا منكم فاني أعذبه بسبب كفره ذلك عذابا هو اسم مصدر بمعنى التعذيب كالمتاع بمعنى التمتيع وقيل : مصدر محذوف الزوائد وانتصابه على المصدرية في التقديرين وقيل : منصوب على التوسع والتشبيه بالمفعول به مبالغة كما ينصب الظرف ومعمول الصفة المشبهة كذلك وجوز ابو البقاء أن يكون نصبه على الحذف والايصال والمراد بعذاب وهو حينئذ أسم ما يعذب به ولا يخفى ان حذف الجار لا يطرد في غير أن وإن عند عدم اللبس والتنوين للتعظيم أي عذابا عظيما .
وقوله سبحانه وتعالى : لا أعذبه في موضع النصب على أنه صفة له والهاء في موضع المفعول المطلق كما في ظننته زيدا قائما ويقوم مقام العائد إلى الموصوف كما قيل ووجه بأنه حينئذ يعود إلى المصدر المفهوم من الفعل فيكون في معنى النكرة الواقعة بعد النفي من حيث العموم فيشمل العذاب المتقدم ويحصل الربط بالعموم واورد عليه أن الربط بالعموم إنما ذكره النحاة في الجملة الواقعة خبرا فلا يقاس عليه الصفة وجواز أن يكون من قبيل ضربته ضرب زيد أي عذابا لا أعذب تعذيبا مثله وعلى هذا التقدير يكون الضمير راجعا على العذاب المقدم فالربط به .
وقيل : الضمير راجع إلى من بتقدير مضافين أي لا أعذب مثل عذابه أحدا من العالمين .
511 .
- أي عالمي زمانهم أو العالمين مطلقا وهذا العذاب إما في الدنيا وقد عذب من كفر منهم بمسخهم قردة وخنازير وروي ذلك عن قتادة وإا في الآخرة وإليه يشير ما أخرجه أبو الشيخ وغيره عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من كفر من أصحاب المائدة والمنافقون وآل فرعون ويدل هذا على أن المائدة نزلت وكفر البعض بعد .
وأخرج ابن جرير وغيره عن الحسن ومجاهد أن القوم لما قيل لهم : فمن يكفر الخ قالوا : لا حاجة لنا بها فلم تنزل والجمهور على ألاول وعليه المعول فقد اخرج ابن جرير وابن المنذر وابن ابي حاتم عن عمار بن ياسر موقوفا ومرفوعا والوقف أصح قال : أنزلت المائدة من السماء خبزا