متعلق إما بانزال أو بمحذوف وقع صفة لمائدة أي كائنة من السماء والمراد بها إما المحل المعهود وهو المتبادر من اللفظ وإا جهة العلو ويؤيد الأول ما أخرجه ابن حميد وابن ابي حاتم عن عمار بن ياسر أن المائدة التي نزلت كان عليها من ثمر الجنة وكذا روي عن وهب بن منبه .
ويؤيد الثاني ما روي عن سلمان الفارسي من خبر طويل أن المائدة لما نزلت قال شمعون رأس الحواريين لعيسى E يا روح الله وكلمته أمن طعام الدنيا هذا أم من طعام الجنة فقال E : أما آن لكم أن تعتبروا بما ترون من الآيات وتنتهوا عن تنقير المسائل ما أخوفني عليكم أن تعاقبوا بسبب هذه الآية فقال شمعون : لا وإله إسرائيل ما أردت بها سوأ يا ابن الصديقة فقال عيسى E ليس شيء مما ترون عليها من طعام الجنة ولا من طعام الدنيا إنما هو شيء ابتدعه الله تعالى في الهواء بالقدرة الغالبة القاهرة فقلا له كن فكان في أسرع من طرفة عين فكلوا مما سألتم باسم الله واحمدوا عليه ربكم يمدكم منه ويزكم فانه بديع قادر شاكر وقوله تعالى تكون لنا عيدا صفة مائدة و لنا خبر كان و عيدا حال من الضمير في الظرف أو في تكون على رأي من يجوز إعمالها في الحال وجوز أن يكون عيدا الخبر و لنا حينئد إما حال من الضمير في تكون او حال من عيدا لانه صفة له قدمت عليه والعيد العائد مشتق من العود ويطلق على الزمان المعهود لعودة في كل عام بالفرح والسرر وعليه للابد من تقدير مضاف والمعنى يكون نزولها لنا عيدا ويطلق على نفس السرور العائد وحينئذ لا يحتاج إلى التقدير وفي الكلام لطافة لا تخفى وذكر غير واحد أن العيد يقال لكل ما عاد عليك في وقت ومنه قول الأعشى : فوا كبدي من لاعج الحب والهوى إذا اعتاد قلبي من أميمة عيدها وهو واوي كما ينبيء عنه الاشتقاق ولكنهم قالوا في جمعه : أعياد وكان القياس أعواد لأن الجموع ترد الأشياء إلى أصولها كراهة الاشتباه كما قال ابن هشام بجمع عود ونظر ذلك الحريري بقولهم هو أليط بقلبي منك أي الصق حبابه فان أصله الوا لكن قالوا ذلك ليفرق بينه وبين قولهم هو الوط من فلان ولا يخفى أن هذا مخالف لما ذكره محققوا أهل اللغة وعن الكسائي يقال : لاط الشيء بقلبي يلوط ويليط وهو ألوط وأليط ثم إنهم إنما لم يعكسوا الأمر في جمع عود وعيد فيقولوا في جمع الاول أعياد وفي جمع الثاني اعواد مع حصول التفرقة أيضا اعتبارا على ما قيل للأخف في الاكثر استعمالا مع رعاية ظاهر المفرد وقرأ عبد الله تكن بالجزم على جواب الأمر لأولنا وءاخرنا أي لأهل زماننا ومن يجيء بعدنا روي أنه نزلت يوم الأحد فلذلك اتخذه النصارى عيدا وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن المعنى يأكل منها أول الناس وآخرهم والجار والمجرور عند بعض بدل من الجار والمجرور أعني لنا وقال ابو البقاء إذا جعل لنا خبرا أو حالا فهو صفة لعيدا وإن جعل صفة له كان هو بدلا من الضمير المجرور باعادة الجار وظاهره أن المبدل منه الضمير لكن أعيد الجار لأن البدل في قوة تكرار العامل وهو تحكم لأن الظأهر كما أشير اليه ابدال المجموع من المجموع ثم أن ضمير الغائب يبدل منه واما ضمير الحاضر فأجازه بعضهم مطلقا وأجازه آخرون كذلك وفصل قوم فقالوا إن أفاد توكيدا واحاطة وشمولا جاز وإلا امتنع .
واستظهر بعضهم على قول الحبر أن يكون لنا خبرا أي قوتا او نافعة لنا وقرأ زيد وابن محيصن