سؤال نشأ من حكاية حالهم عند سماع القرآن كأنه قيل : ماذا يقولون فاجيب يقولون : ربنا ءامنا بما أنزل أو بمن أنزل عليه أو بهما .
وقال ابو البقاء : إنه حال من الضمير في عرفوا وقال السمين : يجوز الامران وكونه حال من الضمير المجرور في أعينهم لما أن المضاف جزؤه كما في قوله تعالى ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا .
فاكتبنا مع الشاهدين 38 أي اجعلنا عندك مع محمد صلى الله عليه وسلّم وامته الذين يشهدون يوم القيامة على ماروي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أو مع الذين يشهدون بحقية نبيك A وكتابك كما نقل عن الجبائي وروي بمعناه عن الحسن ومالنا لانؤمن بالله وما جاءنا من الحق جعله جماعة ومنهم شيخ الاسلام كلاما مستأنفا تحقيقا لايمانهم وتقريرا له بانكار سبب انتفائه ونفيه بالكلية على أن لانؤمن حال من الضمير في لنا والعامل ما فيه معنى الاستقرار أي أي شيء حصل لنا غير مؤمنين والانكار متوجه الى السبب والمسبب جميعا كما في قوله تعالى : ومالي أعبد الذي فطني ونظائره لا إلى السبب فقط مع تحقق المسبب كما في قوله تعالى فمالهم لايؤمنون وأمثاله وقيل : هو معطوف على الجملة الأولى مندرج معها في حيز القول أي يقولون ربنا آمنا الخ ويقولون مالنا لانؤمن الخ وقيل : هو عطف على جملة محذؤفة والتقدير مالكم لاتؤمنون بالله ومالنا لانؤمن نحن بالله الخ وقال بعضهم : إنه جواب سائل قال : لم آنتم واختاره الزجاج .
واعترض بأن علماء العربية صرحوا بأن الجملة المستأنفة الواقعة جواب سؤال مقدر لا تقترن بالوا وذكر علماء المعاني أنه لابد فيها من الفصل إذ الجواب لايعطف على السؤال وأجيب بأن الواو زائدة وقد نقل الأخفش أنها تزاد في الجمل المستأنفة ولا يخى أنه لابد لذلك من ثبت والحال المذكروة على مانص عليه الشهاب لازمه لايتم المعنى بدونها قال : ولذا لايصح اقترانها بالواو في مالنا وما بالنا لانفعل كذا لأنها خبر في المعنى وهي المستفهم عنها .
وأنت تعلم أن الاستفهام في نحو هذا التركيب في الغالب غير حقيقي وانما هو للانكار ويختلف المراد منه على ما أشرنا اليه ومعنى الايمان بالله تعالى الايمان بوحدانيته سبحانه على الوجه الذي جاءت به الشريعة المحمدية فان القوم لم يكونوا موحدين كذلك وقيل : بكتابه ورسوله A فان الايمان بهما إيمان به سبحانه والظأهر هو الأول والايما بالكتاب والرسول A يفهمه العطف فان الموصول المعطوف على الاسم الجليل يشمل ذلك قطعا و من الحق على ما ذكره ابو البقاء حال من ضمير الفاعل وجوز أن تكون من لابتداء العاية أي وبما جاءنا من عند الله وأن يكون الموصولة مبتدأ و من الحق خبره والجملة في موضع الحال أيضا ولا يخفى ما في الوجهين من البعد وقوله تعالى ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين 48 حال اخرى عند الجماعة من الضمير المتقدم بتقدير مبتدأ لأن المضارع المثبت لايقترن بالواو والعامل فيها هو العامل في الأول مقيد بها فيتعدد معنى كما قيل نحو ذلك في قوله تعالى كلما رزقوا منها من ثمرة أي أي شيء حصل لنا غير مؤمنين ونحن نطمع في صحبة الصالحين وهي حال مترادفة ولزوم الأولى لأيخرجها عن الترادف أو حال من الضمير في لانؤمن على معنى أنهم أنكروا على أنفسهم عدم إيمانهم مع أنهم يطمعون في صحبة المؤمنين وجوز فيه أن يكون معطوفا على نؤمن أو على لانؤمن على معنى ومالنا نجمع بين