قال الأعمش : فبذلك تفتخر بنو العباس ويقولون فيهم نزلت إنك لاتهتدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء هوى النبى صلى الله عليه و سلم أبا طالب وشاء الله تعالى عباس بن عبد المطلب وأصرح من هذا ماأخرحه أبو الشيخ وأبو النعميم فى الدلائل وابن مردويه وابن عساكر عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : كان النبى صلى الله عليه و سلم يحرس وكان يرسل معه عمه أبو طالب كل يوم رجالا من بنى هاشم يحرسونه حتى نزلت والله يعصمك من الناس فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال : ياعم إن الله D قد عصمنى فان أبا طالب مات قبل الهجرة وحجة الوداع بعدها بكثير والظاهر اتصال الآية وعن بعضهم أن الآية نزلت ليلا بناءا على ماأخرجه عبد بن حميد والترمذى والبيهقى وغيرهم عن عائشة رضى الله تعالى عنها قالت : كان النبى صلى الله عليه و سلم يحرس حتى نزلت والله يعصمك من الناس فأخرج راسه من القبة فقال : أيها الناس انصرفوا فقد عصمنى الله تعالى ولايخفى أنه ليس بنص فى المقصود والذى أميل اليه جمعا بين الأخبار أن هذه الاية مما تكرر نزوله والله تعالى أعلم والمراد بالعصمة من الناس حفظ روحه E من القتل والهلاك فلايرد أنه صلى الله عليه و سلم شج وجهه الشريف وكسرت رباعيته يوم أحد ومنهم من ذهب إلى العموم وأدعهى أن الآيات إنما نزلت بعد وأحد واستشكل الأمران بأن اليهود سموه E حتى قال : لازالت أكلة خيبر تعاودنى وهذا أوان قطعت ابهرى وأجيب بانه سبحانه وتعالى ضمن له العصمة من القتل ونحوه بسبب تبليغ الوحى وأما مافعل به صلى الله عليه و سلم وبالانبياء عليهم الصلاة والسلام فللذب عن الأموال والبلاد والأنفس ولايخفى بعده وقال الراغب : عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حفظهم بما خصوا به من صفاء الجوهر ثم بما أولاهم من الأخلاق والفضائل ثم بالنصرة وتثبيت أقدامهم ثم بإنزال السكينة عليهم وبحفظ قلوبهم وبالتوفيق وقيل : المراد بالعصمة الحفظ من صدور الذنب والمعنى بلغ والله تعالى يمنحك الحفظ من صدور الذنب من بين الناس أى يعصمك بسبب ذلك دونهم ولايخفى أن هذا توجيه لم يصدر إلا ممن لم يعصمه الله تعالى من الخطأ ومثله مانقل عن على بن عيسى فى قوله سبحانه : إن الله لايدى القوم الكافرين حيث قال : لايهديهم بالمعونة والتوفيق والألطاف إلى الكفر بل إنما يهديهم إلى الايمان وزعم أن اذى دعاه إلى هذا التفسير أن الله تعالى هدى الكفار إلى الايمان بأن دلهم عليه ورغبهم فيه وحذرهم من خلافه وأنت قد علمت المراد بالآية على أن فى كلامه مالا يخفى من النظر وقال الجبائى : المراد لايهديهم إلى الجنة والثواب وفيه غفلة عن كون الجملة فى موضع التعليل وزعم بعضهم أن المراد أن عليك البلاغ لاالهداية فمن قضيت عليه بالكفر والوفاة عليه لايهتدى ابدا وهو كما ترى فليفهم جميع ماذكرناه فى هذه الآية وليحفظ فانى لاأظن أنك تجده فى كتاب .
وقرأ نافع وابن عامر وابو بكر عن عاصم رسالته على الجميع وإيراد الآية فى تضاعيف الآية الواردة فى أهل الكتاب لما أن الكل قوارع يسوء الكفار سماعها ويشق على الرسول صلى الله عليه و سلم مشافهتهم بها خصوصا مايتلوها من النص الناعى عليهم كمال ضلالهم ولذلك أعيد الأمر فقال سبحانه : قال ياأهل الكتاب والمراد بهم اليهود والنصارى كما قال بعض المفسرين وقال آخرون : المراد بهم اليهود فقد أخرج بن إسحق وابن جرير وغيرهما عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما قال : جاء رافع ابن حارثة وسلام بن مشكم ومالك بن الصيف ورافع بن حريملة فقالوا : يا محمد ألست تزعم أنك على