النفس افعالها وفسق النصارى خروجهم عن حكم تجليات الصفات الحقانية برؤية النفس صفاتها والفسق الذى يعترى بعض هذه الامة الالتفات إلى ذواتهم والخروج عن حكم الوحدة الذاتية أفحكم الجاهلية يبغون وهو الحكم الصادر عن مقام النفس بالجهل لاعن علم إلهى ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه الحق فيحتجب ببعض الحجب فسوف يأتى الله بقوم يحبهم فى الأزل لالعلة ويحبونه كذلك ومرجع المحبة التى لاتتغير عند الصوفية الذات دون الصفات كما قاله الواسطى وطعن فيه كما قدمنا الزمخشرى وحيث أحبهم ولم يكونوا إلا فى العلم كان المحب واحدا فى عين الجمع .
وقال السلمى : إنهم بفضل حبه لهم احبوه وإلا فمن أين لهم المحبة لله تعالى وماللتراب ورب الارباب ! وشرط الحب كما قال أن يلحقه سكرات المحبة وإلا فليس بحب حقيقة وقالت أعرابية فى صفة الحب : خفى أن يرى وجل أن يحفى فهو كامن ككمون النار فى الحجر إن قدحته أورى وإن تركته توارى وإن لم يكن شعبة من الجنون فهو عصارة السحر وهذا شأن حب الحادث فكيف شأن حب القديم جل شأنه والكلام فى ذلك طويل أذلة على المؤمنين لمكان الجنسية الذاتية ورابطة المحبة الازلية والمناسبة الفطرية بينهم أعزة على الكافرين المحجوبين لضد ماذكر يجاهدون فى سبيل الله بمحو صفاتهم وإفناء ذواتهم التى هى حجب المشاهدة ولايخافون لومة لائم لفرط حبهم الذى هو الرشاد الأعظم للمتصف به : وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه هانت عليه ملامة العزال بل إذا صدقت المحبة التذ المحب بالملامة كما قيل : إجد الملامة فى هواك لذيذة حبا لذكرك فليلمنى اللوم ذلك فضل الله الذى لايدرك شأواه يؤتيه من يشاء من عباده الذين سبقت لهم العناية الآلهية والله واسع الفضل عليم حيث يجعل فضله نسأل الله تعالى أن يمن علينا بفضله الواسع وجوده الذى ليس له مانع ثم إنه سبحانه لما قال : لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء وعلله بما علله ذكر عقب ذلك من هو حقيق بالموالاة بطريق القصر فقال D : إنما وليكم الله ورسوله والذين امنوا فكأنه قيل : لاتتخذوا أولئك أولياء لأن بعضهم أولياء بعض وليسوا بأوليائكم إنما أولياؤكم الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلّم والمؤمنون فاختصوهم بالموالاة ولا تتخطوهم إلى الغير وأفرد الولى مع تعدده ليفيد كما قيل : إن الولاية لله تعالى بالأصالة وللرسول E والمؤمنين بالتبع فيكون التقدير إنما وليكم الله سبحانه وكذلك رسوله A والذين آمنوا فيكون فى الكلام أصل وتبع لا أن وليكم مفردا استعمل استعمال الجمع كما ظن صاحب الفرائد فاعترض بان ماذكر بعيد عن قاعدة الكلام لما فيه من جعل مالايستوى الواحد والجمع جمعا ثم قال : ويمكن أن يقال : التقدير إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا أولياؤكم فحذف الخبر لدلالة السابق عليه وفائدة الفصل فى الخبر هى التنبيه على أن كونهم أولياء بعد كونه سبحانه وليا ثم بجعله إياهم أولياء ففى الحقيقة هو الولى انتهى .
ولايخفى على المتامل أن المآ ل متحد والمورد واحد وما تقرر يعلم أن قول الحلبى ويحتمل وجها آخر وهو أن وليا زنة فعيل وقد نص أهل اللسان أنه يقع للواحد والاثنين والجمع تذكيرا وتأنيثا بلفظ واحد كصديق غير واقع موقعه لأن الكلام فى سر بيانى وهو نكة العدول من لفظ إلى لفظ ولايرد على ماقدمناه أنه لوكان التقدير كذلك لنا فى حصر الولاية فى الله تعالى ثم اثباتها للرسول A