أو يتفقه فى سبيل الله تعالى إن جهله وقيل : المعنى وفعل الفعل الصالح الجميل بأن استقام على التوبة كما هو المطلوب منه فان الله يتوب عليه يقبل توبته فلا يعذبه فى الآخرة وأما القطع فلا يسقطه التوبة عندنا لأن فيه حق المسروق منه ويسقطه عند الشافعى رضى الله تعالى عنه فى أحد قوليه ولايخفى مافى هذه الجملة من ترغيب العاصى بالتوبة وأكد ذلك بقوله سبحانه : إن الله غفور رحيم .
39 .
- وهو فى موضع التعليل لما قبله وفيه إشارة إلى أن قبول التوبة تفضل منه تعالى ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلّم أو لكل أحد يصلح له واتصاله بما قبله على ماقاله الطبرسى : اتصال الحجاج والبيان عن صحة ماتقدم من الوعد والوعيد وقال شيخ الاسلام : المراد به الاستشهاد بذلك على قدرته تعالى على ماسيأتى من التعذيب والمغفرة على أبلغ وجه وأتمه أى ألم تعلم أن الله تعالى له السلطان القاهر والاستيلاء الباهر المستلزمان للقدرة التامة على التصرف الكلى فيهما وفيما اشتملا عليه إيجادا وإعداما إحياءا وإماتة إلى غير ذلك حسبما تقتضيه مشيئته والجار والمجرور خبر مقدم ملك السموات مبتدأ والجملة خبر أن وهى مع مافى حيزها ساد ومسد مفعولى تعلم عند الجمهور وتكرير الإسناد لتقوية الحكم وقوله تعالى : يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء إما تقرير لكون ملكوت السموات والارض له سبحانه وإما خبر آخر لأن وكان الظاهر لحديث سبقت رحمتى غضبى تقديم المغفرة على التعذيب وإنما عكس هنا لأن التعذيب للمصر على السرقة والمغفرة للتائب منها وقد قدمت السرقة فى الآية أولا ثم ذكرت التوبة بعدها فجاء هذا اللاحق على ترتيب السابق أو لأن المراد بالتعذيب القطع وبالمغفرة التجاوز عن حق الله تعالى والأول فى الدنيا والثانى فى الآخرة فجىء به على ترتيب الوجود أو لأن المقام مقام الوعيد أو لأن المقصود وصفه تعالى بالقدرة والقدرة فى تعذيب من يشاء أظهر من القدرة فى مغفرته لأنه لاإباء فى المغفرة من المغفور وفى التعذيب إباء بين والله على كل شىء قدير .
40 .
- فيقدر على ماذكر من التعذيب والمغفرة والجملة تذييل مقرر لمضمون ماقبلها ووجه الاظهار كالنهار ياأيها الرسول لايحزنك الذين يسارعون فى الكفر خوطب A بعنوان الرسالة للتشريف والإشعار بما يوجب عدم الحزن والمراد بالمسارعة فىالشىء الوقوع فيه بسرعة ورغبة وإيثار كلمة فى على إلى للايذان بأنهم مستقرون فى الكفر لايبرحون وإنما ينتقلون بالمسارعة عن بعض فنونه وأحكامه إلى بعض آخر منها كإظهار موالاة المشركين وإبراز آثار الكيد للاسلام ونحو ذلك .
والتعبير عنهم بالموصول للاشارة فى حيز صلته إلى مدار الحزن وهذا وإن كان بحسب الظاهر نهيا للكفرة عن أن يحزنوه A بمسار عنهم فى الكفر لكنه فى الحقيقة نهى له E عن التأثر من ذلك والمبالاة والغرض منه مجرد التسلية على أبلغ وجه وآكده فان النهى عن أسباب الشىء ومباديه المؤدية اليه نهى عنه بالطريق البرهانى وقطع له من أصله .
وقرىء يحزنك بضم الياء وكسر الزى من أحزن وهى لغة وقرىء يسرعون يقال أسرع فيه الشيب أى وقع فيه سريعا أى لاتحزن ولاتبال بتهافتهم فى الكفر بسرعة حذرا كما قيل من شرهم وموالاتهم للمشركين