رضى الله تعالى عنه : قوموا بنا نستغيث برسول الله صلى الله عليه وسلّم من هذا المنافق فجاءوا إليه فقال : إنه لايستغاث بى إنما يستغاث بالله تعالى لم يشك فى أن الاستغاثة بأصحاب القبور الذين هم بين سعيد شغله نعيمه وتقلبه فى الجنان عن الالتفات إلى مافى هذا العالم وبين شقى ألهاه عذابه وحبسه فى النيران عن إجابة مناديه والا صاخة إلى أهل ناديه أمر يجب اجتنابه ولايليق بأرباب العقول ارتكابه ولايغرنك أن المستغيث بمخلوق قد تقضى حاجته وتنجح طلبته فان ذلك ابتلاء وفتنة منه D وقد يتمثل الشيطان للمستغيث فى صورة الذى استغاث به فيظن أن ذلك كرامة لمن إستغاث به هيهات هيهات إنما هو شيطان أضله وأغواه وزين له هواه وذلك كما يتكلم الشيطان فىالأصنام ليضل عبدتها الطغام وبعض الجهلة يقول : إن ذلك من تطور روح المستغاث به أو من ظهور ملك بصورته كرامة له ولقد ساء مايحكمون لأن التطور والظهور وإن كانا ممكنين لكن لافى مثل هذه الصورة وعند ارتكاب هذه الجريرة نسأل الله تعالى بأسمائه أن يعصمنا من ذلك ونتوسل بلطفه أن يسلك بنا وبكم أحسن المسالك وجاهدوا فى سبيله مع أعدائكم مع أعدائكم بما أمكنكم .
لعلكم تفلحون .
35 .
- بنيل نعيم الأبد والخلاص من كل نكد إن الذين كفروا كلام ميتدأ مسوق لتأكيد وجوب الامتثال بالأوامر السابقة وترغيب المؤمنين فى المسارعة إلى تحصيل الوسيلة اليه عز شأنه قبل انقضاء أو انه ببيان استحالة توسل الكفار يوم القيامة بما هو من أقوى الوسائل إلى النجاة من العذاب فضلا عن نيل الثواب لو أن لهم أى لكل واحد منهم كقوله سبحانه : ولو أن لكل نفس ظلمت الخ وفيه من تهويل الأمر وتفظيع الحال ماليس فى قولنا : لجميعهم مافى الأرض أى من أصناف أموالها وذخائرها وسائر منافعها قاطبة وهو اسم أن و ولهم خبرها ومحلها الرفع عندهم خلا أنه عند سيبويه رفع على الابتداء لاحاجة فيه إلى الخبر لاشتمال صلتها على المسند والمسند اليه وقد اختصت من بين سائر مايؤول بالاسم بالوقوع بعد لو وقيل : الخبر محذوف ويقدر مقدما أو مؤخرا قولان وعند الزجاج والمبرد والكوفيين رفع على الفاعلية أى لوثبت لهم مافى الارض وقوله تعالى : جميعا توكيد للموصول أو حال منه وقوله سبحانه : ومثله بالنصب عطف عليه وقوله D : معه ظرف وقع حالا من المعطوف والضمير راجع إلى الموصول وفائدة التصريح بفرض كينونتمها لهم بطريق المعية لابطريق النعاقب تحقيقا لكمال فظاعة الأمر واللام فى قوله تعالى : ليفتدوا به متعلقة بما تعلق به خبر أن وهو الاستقرار المقدر فى لهم وبالخبر المقدر عنده من يراه وبالفعل المقدر بعد لو عند الزجاج ومن نحا نحوه قيل : ولاريب فى أن مدار الاقتداء بما ذكر هو كونه لهم لاثبوت كونه لهم وإن كان مستلزما له والباء فى به متعلقة بالافتداء والضمير راجع إلى الموصول ومثله معه وتوحيده لكونهما بالمعية شيئا واحدا أو لإجراء الضمير مجرى اسم الإشارة كما مرت الاشارة إلى ذلك وقيل : هو راجع إلى الموصول والعائد إلى المعطوف أعنى مثله مثله وهو محذوف كما حذف الخبر من قيار فى قوله : ومن يك أمسى بالمدينة رحله فانى وقيار بها لغريب وقد جوز أن يكون نصب ومثله على أنه مفعول معه ناصبه الفعل المقدر بعد لو تفريعا على رأى الزجاج