الظاهر أن بعد اللام الزائدة التى بعد فعل الأمر والإرادة وكذا فى المغنى وغيره ووقوع هذه اللام بعد الأمر والارادة فى القرآن وكلام العرب شائع مقيس وهو من مسائل الكتاب قال فيه : سألته أى الخليل عن معنى أريد لأن يفعل فقال : إنما تريد أن تقول : أريد لهذا كما قال قال تعالى : وأمرت لأن أكون أول المسلمين انتهى واختلف فيه النحاة فقال السيرافى : فيه وجهان : أحدهما مااختاره البصريون أن مفعوله مقدر أى أريد ماأريد لأن تفعل فاللام تعليلية غير زائدة الثانى أنها زائدة لتأكيد المفعول وقال أبو على فى التعليق عن المبرد : إن الفعل دال على المصدر فهو مقدر أى أردت وإرادتى لكذا فحذف إرادتى واللام زائدة وهو تكلف بعيد والمذاهب ثلاثة : أقربها الأول وأسهلها الثانى وهو من بليغ الكلام القديم كقوله : أريد لأنسى ذكرها فكأنما تمثل لى ليلى بكل سبيل البلاغة فيه مما يعرفه الذوق السليم قاله الشهاب وليتم بشرعه ماهو مطهرة لأبدانكم نعمته عليكم فى الدين أو ليتم برخصة إنعامه عليكم بالعزائم لعلكم تشكرون .
6 .
- نعمته بطاعتكم إياه فيما أمركم به ونهاكم عنه ومن لطائف الآية الكريمة كما قال بعض المحققين إنها مشتملة على سبعة أمور كلها مثنى : طهارتان أصل وبدل والأصل اثنان : مستوعب وغير مستوعب وغير المستوعب باعتبار الفعل غسل ومسح وباعتبار المحل محدود وغير محدود وأن آلتهما مائع وجامد وموجبهما حدث أصغر وأكبر وأن المبيح للعدول إلى البدل مرض أو سفر وأن الموعود عليهما التطهير وإتمام النعمة وزاد البعض مثنيات أخر فان غير المحدود وجه ورأس والمحدود يد ورجل والنهاية كعب ومرفق والشكر قولى وفعلى .
واذكروا نعمة الله عليكم وهى نعمة الإسلام أو الأعم على إرادة الجنس وأمروا بذلك ليذكرهم المنعم ويرغبهم فى شكره وميثاقه الذى واثقكم به أى عهده الذى أخذه عليكم وقوله تعالى : إذ قلتم سمعنا وأطعنا ظرف لواثقكم به أو لمحذوف وقع حالا من الضمير المجرور فى به أو من ميثاقه أى كائنا وقت قولكم : سمعنا وأطعنا وفائدة التقييد به تأكيد وجوب مراعاته بتذكير قولهم والتزامهم بالمحافظة عليه والمراد به الميثاق الذى أخذه على المسلمين حين بايعهم النبى صلى الله عليه وسلّم فى العقبة الثانية سنة ثلاث عشرة من النبوة على السمع والطاعة فى حال اليسر والعسر والمنشط والمكره كماأخرجه البخارى ومسلم من حديث عبادة بن الصامت وقيل : هو الميثاق الواقع فى العقبة الأولى سنة إحدى عشرة أو بيعة الرضوان بالحديبية فاضافة الميثاق اليه تعالى مع صدوره عنه A لكون المرجع اليه سبحانه كما نطق به قوله تعالى : إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله .
وأخرج ابن جرير وابن حميد عن مجاهد قال : هو الميثاق الذى واثق به بنى آدم حين أخرجهم من صلب أبيهم عليه السلام وفيه بعد واتقوا الله فى نسيان نعمته ونقض مياثقه أو فى كل ماتأتون وتذرون فيدخل فيه ماذكروا دخولا أوليا إن الله عليم بذات الصدور .
7 .
- أى مخفياتها الملابسة لها ملابسة تامة مصححة لاطلاق الصاحب عليها فيجازيكم عليها فما ظنكم بجليات الأعمال والجملة اعتراض وتعليل للامر وإظهار الاسم