بظهور نور وجهه وتجليه بصفة القهر حتى يفنوا بالكلية فى عين الجمع فأما الذين آمنوا الإيمان الحقيقى بمحو الصفات وطمس الذات وعملوا الصالحات وراعوا تفاصيل الصفات وتجلياتها فيوفيهم أجورهم من جنات صفاته ويزيدهم من فضله بالوجود الوهب لهم بعد الفناء وأما الذين استنكفوا وأظهروا الانانية واستكبروا وطغوا فقال قائلهم : أنا ربكم الاعلى مع رؤيته نفسه فيعذبهم عذابا أليما باحتجاهم وحرمانهم ياأيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وهو التوحيد الذاتى وأنزلنا إليكم نورا مبينا وهو التفصيل فى عين الجمع فالأول إشارة إلى القرآن والثانى إلى الفرقان فاما الذين آمنوا واعتصموا به ولم يلتفتوا إلى الاغيار من حيث أنها أغيار فسيدخلهم فى رحمة منه وهى جنات الافعل وفضل وهو جنات الصفات ويهديهم إليه صرطا مستقيما وهو الفناء فى الذات أو الرحمة جنات الصفات و الهداية اليه صراطا مستقيما الاستقامة على الوحدة فى تفاصيل الكثرة ولاحجر عر أرباب الذوق فكتاب الله تعالى بحر لاتنزفه الدلاء والله تعالى الهادى إلى سواء السبيل ونسأله التوفيق لفهم كلامه وشرح صدورنا بعوائد إحسانه وموائد أنعامه لارب غيره ولايرجى إلا خيره .
5 .
- سورة المائدة .
وتسمى أيضا بالعقود والمنقذة قال ابن الفرس : لأنها تنقذ صاحبها من ملائكة العذاب وهى مدنية فى قول ابن عباس ومجاهد وقتادة وقال أبو جعفر بن بشر والشعبى : إنها مدنية إلا قوله تعالى : اليوم أكملت لكم دينكم فانه نزل بمكة .
وأحرج أبو عبيد عن محمد القرظى قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم فى حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدعت كتفها فنزل عنها رسول الله A وذلك من ثقل الوحى وأخرج غير واحد عن عائشة رضى الله تعالى عنها أنها قالت : المائدة آخر سورة نزلت وأخرج أحمد والترمذى عن ابن عمر أن آخر سورة المائدة والفتح وقد تقدم آنفا عن البراء أن آخر سورة نزلت براءة ولعل كلا ذكر ماعنده وليس فى ذلك شىء مرفوع إلى النبى A نعم أخرج أبو عبيدة عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا : قال رسول الله A : المائدة من آخر القرآن تنزيلا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها وهو غير واف بالمقصود لكان من .
واستدل قوم بهذا الخبر على أنه لم ينسخ من هذه السورة شىء وممن صرح بعدم النسخ عمرو بن شرحبيل والحسن رضى الله تعالى عنهما كما أخرج ذلك عنهما أبو داود وأخرج عن الشعبى أنه لم ينسخ منها إلا قوله تعالى : ياأيها الذين آمنوا لاتحلوا شعائر الله ولاالشهر الحرام ولاالهدى ولاالقلائد وأخرج ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أنه قال : نسخ من هذه السورة آيتان آية القلائد وقوله سبحانه : فان جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم وادعى بعضهم أن فيها تسع آيات منسوخات وسيأتى الكلام على ذلك إن شاء الله تعالى