شىء باطل لقيام الأدلة على أنه كان الله تعالى ولاشىء غيره .
وأما الأمانة التى هم بها متقربون وبماحوته متعبدون فبيان اضطرابها وتناقضها وتهافتها من وجوه : الأول أن قولهم : نؤمن بالواحد الأب صانع كل شىء يناقض قولهم : وبالرب الواحد المسيح الخ مناقضة لاتكاد تخفى الثانى أن قولهم : إن يسوع المسيح إابن الله تعالى بكر الخلائق مشعر بحدوث المسيح إذ لامعنى لكونه ابنه الا تأخره عنه إذ الوالد والولد لايكونان معا فى الوجود وكونهما معا مستحيل ببداهة العقول لأن الأب لايخلو إما أن يكون ولدا لم يزل أو لم يكن فان قالوا : ولد ولدا لم يزل قلنا : فما ولد شيئا إذ الابن لم يزل وإن ولد شيئا لم يكن فالولد حادث مخلوق وذلك مكذب لقولهم : إله حق من إله حق من جوهر أبيه وأنه أتقن العوالم بيده وخلق كل شىء الثالث أن قولهم : إله حق من إله حق من جوهر أبيه يناقضه قول المسيح فى الانجيل : وقد سئل عن يوم القيامة فقال : لاأعرفه ولايعرفه إلا الأب وحده فلو كان من جوهر الأب لعلم مايعلمه الأب على أنه لوجاز أن يكون إله ثان من إله أول لجاز أن يكون إله ثالث من إله ثان ولما وقف الأمر على غاية وهو محال الرابع أن قولهم : إن يسوع أتقن العوالم بيده وخلق كل شىء باطل مكذب لما فى الانجيل إذ يقول متى : هذا مولد يسوع المسيح بن داود وأيضا خالق العولم لابد وأن يكون سابقا عليه وانى بسبق المسيح وقد ولدته مريم وأيضا فى الانجيل إن ابليس قال للمسيح : اسجد لى وأعطيك جميع العالم وأملكك كل شىء ولازال يسحبه من مكان إلى مكان ويحول بينه وبين مراده ويطمع فى تعبده له فكيف يكون خالق العالم محصورا فى يد بعض العالم ! نعوذ بالله من الضلالة .
الخامس أن قولهم : المسيح الاله الحق الذي نزل من السماء لخلاص الناس وتجسد من روح القدس وصار انسانا وحبل به وولد فيه عدة مفاسد : منها أن المسيح لايخص مجرد الكلمة ولامجرد الجسد بل هو اسم يخص هذا الجسد الذى ولدته مريم عليها السلام ولم تكن الكلمة فى الأزل مسيحا فبطل أن يكون هو الذي نزل من السماء ومنها أن الذي نزل من السماء لايخلو إما أن يكون الكلمة أو الناسوت فان زعموا أن الذي نزل هو الناسوت فكذب صراح لان ناسوته من مريم وإن زعموا أنه اللاهوت فيقال : لايخلو إما أن يكون الذات أو العلم المعبر عنه بالكلمة فان كان الاول لزم لحوق النقائص للبارى عز اسمه وإن كان الثانى لزم انتقال الصفة وبقاء البارى بلا علم وذلك باطل .
ومنها أن قولهم : إنما نزل لخلاص معشر الناس يريدون به آدم عليه السلام لما عصى أوثق سائر ذريته فى حبالة الشيطان وأوجب عليهم الخلود فى النار فكان خلاصهم بقتل المسيح وصلبه والتنكيل به وذلك دعوى لادلالة عليها هب أنا سلمناها لهم لكن يقال : أخبرونا مم هذا الخلاص الذي تعنى الإله الازلى له وفعل مافعل بنفسه لأجله ولم خلصكم وممن خلصكم وكيف استقل بخلاصكم دون الأب والروح والربوبية بينهم وكيف ابتذل وامتهن فى خلاصكم دون الأب والروح فان زعموا أن الخلاص من تكاليف الدنيا وهمومها أكذبهم الحس وإن كان من تكاليف الشرع وأنهم قد حط عنهم الصلاة والصوم مثلا أكذبهم المسيح والحواريون بما وضعوه عليهم من التكاليف وإن زعموا أنهم قد خلصوا من أحكام الدار الآخرة فمن ارتكب محرما منهم لم يؤاخذ أكذبهم الانجيل والنبوات إذ يقول المسيح فى الانجيل : إنى أقيم الناس يوم القيامة عن يمينى وشمالى فأقول لأهل اليمين : فعلتم كذا وكذا فاذهبوا إلى النعيم المعد لكم قبل تأسيس الدنيا وأقول لأهل الشمال :