لمزيد شرفه ولأنه الأب الثالث للانبياء عليهم الصلاة والسلام كما نص عليه الأجهورى وغيره وقدم عيسى عليه السلام على من بعده تحقيقا لنبوته وقطعا لما رآه اليهود فيه وقيل : ليكون الابتداء بواحد من أولى العزم بعد تغير صفة المتعاطفات إفرادا وجمعا وكل هذه الأسماء على ماذكره أبو البقاء أعجمية إلا الاسباط وفى ذلك خلاف معروف وفى يونس لغات أفصحها ضم النون من غير همز ويجوز فتخها وكسرها مع الهمز وتركه وإتينا داود زبورا عطف على أوحينا داخل فى حكمه لأن إيتاء الزبور من باب الإيحاء وكما آتينا داود زبورا وإيثاره على أوحينا إلى داود لتحقق المماثلة فى أمر خاص وهو إيتاء الكتاب بعد تحققها فى مطلق الإيحاء والزبور بفتح الزاى عند الجمهور وهو فعول بمعنى مفعول كالحلوب والركوب كما نص عليه أبو البقاء .
وقرأ حمزة وخلف زبورا بضم الزاى حيث وقع وهو جمع زبر بكسر فسكون بمعنى مزبور أى مكتوب أو زبر بالفتح والسكون كفلس وفلوس وقيل : إنه مصدر كالقعود والجلوس وقيل : إنه جمع زبور على حذف الزوائد وعلى العلات جعل اسما للكتاب المنزل على داود عليه السلام وكان إنزاله عليه السلام منجما وبذلك يحصل الالزام وكان فيه كما قال القرطبى مائة وخمسون سورة ليس فيها حكم من الأحكام وإنما هى حكم ومواعظ والتحميد والتمجيد والثناء على الله تعالى ورسلا نصب مضمر أى أرسلنا رسلا والقرينة عليه قوله سبحانه : أوحينا السابق لاستلزامه الارسال وهو معطوف عليه داخل معه فى حكم التشبيه وقيل : القرينة قوله تعالى : قد قصصناهم عليك لا أنه منصوب بقصصنا بحذف مضاف أى قصصنا أخبار رسل ولاأنه منصوب بنزع الخافض أى كما أوحينا إلى نوح وإلى رسل كما قيل لخلوه عما فى الوجه الاول من تحقيق المماثلة بين شأنه صلى الله تعالى عليه وسلم وبين شئون من يعترفون بنبوته من الانبياء عليهم السلام فى مطلق الإيحاء ثم فى إيتاء الكتاب ثم فى الارسال فان قوله سبحانه : إنا أوحينا اليك منتظم لمعنى آتيناك و أرسلناك حتما فكأنه قيل : إنا أوحينا اليك كما أوحينا إلى فلان وفلان وآتيناك مثل ماآتينا فلانا وأرسلناك مثل ماأرسلنا الرسل الذي قصصناهم وغيرهم ولاتفاوت بينك وبينهم فى حقيقة الإيحاء والارسال فما للفكرة يسألونك شيئا لم يعطه أحد من هؤلاء الرسل عليهم الصلاة والسلام ومعنى قصهم عليه E حكاية إخبارهم له وتعريف شأنهم وأمورهم من قبل أى من قبل هذه السورة أو اليوم قيل : قصهم عليه صلى الله تعالى عليه وسلم بمكة فى سورة الانعام وغيرها وقال بعضهم : قصهم سبحانه E بالوحى فى غير القرآن ثم قصهم عليهم بعد فى القرآن ورسلا لم نقصصهم عليك أى منقبل فلا تنافى الآية ماورد فى الخبر من أن الرسل ثلثمائة وثلاثة عشر والانبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألفا وعن كعب أنهم ألف ألف وأربعمائة ألف وأربعة وعشرون ألفا لأن نفى قصهم من قبل لايستلزم نفى قصهم مطلقا فان نفى الخاص لايستلزم نفى العام فيمكن أن يكون قصهم عليه صلى الله تعالى عليه وسلم بعد فعلهم فأخبر بماأخبر على أن القبيلة تفهم من الكلام ولو لم تكن فى القابل لأن لم فى المشهور إذا دخلت على المضارع تقلب معناه للمضى على أن القص ذكر الأخبار ولايلزم من نفى ذكر أخبارهم له صلى الله تعالى عليه وسلم ففى ذكر ععدهم مجردا من ذكر الأخبار والقصص فيمكن أن يقال : لم يذكر سبحانه له صلى الله تعالى عليه وسلم أخبارهم أصلا لكن ذكر جل شأنه له E أنهم كذا رجلا فاندفع ماتوهمه بعض المعاصرين من أن الآية نص فى عدم علمه وحاشاه E