ماقرأتها إلااعترض فى نفسى منها شىء قال الله تعالى : وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته وانى أوتى بالأسارى فأضرب أعناقهم ولا أسمعهم يقولون شيئا فقلت : رفعت اليك على غير وجهها إن النصرانى إذا خرجت روحه أى إذا قرب خروجها كما تدل عليه رواية أخرى عنه ضربته الملائكة من قبله ومن دبره وقالوا : أى خبيث إن المسيح الذى زعمت أنه الله تعالى وأنه ابن الله سبحانه وأنه ثالث ثلاثة عبد الله وروحه وكلمته فيؤمن به حين لاينفعه إيمانه وأن اليهودى إذا خرجت نفسه ضربته الملائكة من قبله ودبره وقالوا : أى خبيث إن المسيح الذي زعمت أنك قتلته عبد الله وروحه فيؤمن به حين لاينفعه الإيمان فاذا كان عند نزول عيسى آمنت به أحياؤهم كما آمنت به موتاهم فقال : من أين أخذتها فقلت : من محمد بن على قال : لقد أخذتها من معدنها قال شهر : وأيم الله تعالى ما حدثينه إلا أم سلمة ولكنى أحببت أن أغيظه والأخبار بحالهم هذه وعيد لهم وتحريض إلى المسارعة إلى الايمان به قبل أن يضطروا اليه مع انتفاء جدواه وقيل : الضمير ان لعيسى عليه السلام وروى ذلك عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما أيضا وأبى مالك والحسن وقتادة وابن زيد واختاره الطبرانى والمعنى أنه لايبقى أحد من أهل الكتاب الموجودين عند نزول عيسى عليه السلام إلا ليؤمنن به قبل أن يموت وتكون الأديان كلها دينا واحدا وأخرج أحمد عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب وتجمع له الصلاة ويعطى المال حتى لايقبل ويضع الخراج وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعها قال : وتلا أبو هريرة رضى الله تعالى عنه وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته وقيل : الضمير الأول لله تعالى ولايخفى بعده وأبعد من ذلك أنه لمحمد صلى الله عليه و سلم وروى هذا عن عكرمة ويضعفه أنه لم يجر له E ذكر هنا ولاضرورة توجب رد الكناية اليه لاأنه كما زعم الطبرى لوكان صحيحا لما جاز إجراء أحكام الكفار على أهل الكتاب بعد موتهم لأن ذلك الايمان إنما هو فى حال زوال التكليف فلا يعتد به ويوم القيامة يكون أى عيسى عليه السلام عليهم أى أهل الكتاب شهيدا .
159 .
- فيشهد على اليهود بتكذيبهم إياه وعلى النصارى بقولهم فيه : إنه ابن الله تعالى والظرف متعلق بشهيدا وتقديمه يدل على جواز تقديم خبر كان مطلقا أو إذا كان ظرفا أو مجرورا لأن المعمول إنما يتقدم حيث يصح تقديم عامله وجوز أبو البقاء كون العامل فيه يكون .
فبظلم من الذين هادوا أى تابوا من عبادة العجل والتعبير عنهم بهذا العنوان إيذان بكمال عظم ظلمهم بتذكير وقوعه بعد تلك التوبة الهائلة إثر بيان عظمه بالتنوين التفخميى أى بسبب ظلم عظيم خارج عن حدود الأشياء والنظائر صادر عنهم حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ولمن قبلهم لالشىء غيره كما زعموا فانهم كانوا كلما ارتكبوا معصية من المعاصي التى اقترفوها يحرم عليهم نوع من الطيبات التى كانت محللة لهم لمن تقدمهم من أسلافهم عقوبة لهم ومع ذلك كانوا يفترون على الله تعالى الكذب ويقولون : لسنا بأول من حرمت عليه وإنما كانت محرمة على نوح وإبراهيم ومن بعدهما عليهم الصلاة والسلام حتى انتهى الأمر الينا فكذبهم الله تعالى فى مواقع كثيرة وبكتهم بقوله سبحانه : كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل الآية وقد تقدم الكلام فيها وذهب بعض المفسرين أن المحرم عليهم ماسيأتى إن شاء الله تعالى فى الانعام مفصلا