ولايظلمون نقيرا .
124 .
- أى لاينقصون شيئا حقيرا من ثواب أعمالهم فان النقير علم فى القلة والحقارة وأصله نقرة فى ظهر النواة منها تنبت النخلة ويعلم من نفى تنقيص ثواب المطيع نفى زيادة عقاب العاصى من باب الأولى لأن الأذى فى زيادة العقاب أشد منه فى تنقيص الثواب فاذا لم لم يرضى بالأول وهو أرحم الراحمين فكيف يرضى بالثانى وهو السر فى تحصيص عدم تنقيص الثواب بالذكر دون ذكر عدم زيادة العقاب مع أن المقام مقام ترغيب فى العمل الصالح فلا يناسبه إلا هذا والجملة تذييل لما قبلها أو عطف عليه .
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله أى أخلص نفسه له تعالى لايعرف لها ربا سواه وقيل : أخلص توجهه له سبحانه وقيل : بذل له وجهه D فى السجود والاستفهام إنكارى وهو فى معنى النفى والمقصود مدح من فعل ذلك على أتم وجه ودينا نصب على التمييز من أحسن منقول من المبتدأ والتقدير ومن دينه أحسن من دين من أسلم الح فيؤو ل الكلام إلى تفضيل دين على دين وفيه تنبيه على أن صرف العبد نفسه بكليتها لله تعالى أعلى المراتب التى تبلغها القوة البشرية و ممن متعلق بأحسن وكذا الإسم الجليل وجوز أن يكون حالا من وجهه وهو محسن أى آت بالحسنات تارك للسيئات أو آت بلأعمال الصالحة على الوجه اللائق الذي هو حسنها الوصفى المستلزم لحسنها الذاتى وقد صح أنه صلى الله تعالى عليه وسلم سئل عن الاحسان فقال E : أن تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك وقيل : الأظهر أن يقال : المراد وهو محسن فى عقيدته وهو مراد من قال : أى وهو موحد وعلى هذا فالأولى أن يفسر اسلام الوجه لله تعالى بالانقياد اليه سبحانه بالأعمال والجملة فى موضع الحال من فاعل أسلم واتبع ملة ابراهيم الموافقة لدين الاسلام المتفق على صحتها وهذا عطف على أسلم وقوله سبحانه : حنيفا أى مائلا عن الأديان الزائغة حال من ابرهيم .
وجوز ان يكون حالا من فاعل اتبع واتخذ الله ابراهيم خليلا .
125 .
- تذييل جىء به للترغيب فى اتباع ملته عليه السلام والايذان بأنه نهاية فى الحسن وإظهار اسمه عليه السلام تفخيما له وتنصيصا على أنه الممدوح ولايجوز العطف خلافا لمن زعمه على ومن أحسن الخ سواء كان استطرادا أو اعتراضا وتوكيدا لمعنى قوله تعالى : ومن يعمل من الصالحات وبيانا لأن الصالحات ماهى وأن المؤمن من هو لفقد المناسبة والجامع بين المعطوف والمعطوف عليه وأدائه مايؤديه من التوكيد والبيان ولاعلى صلة من لعدم صلوحه لها وعدم صحة معطفه على وهو محسن أظهر من أن يخفى وجعل الجملة حالية بتقدير قد خلاف الظاهر والعطف على حنيفا لايصح إلا بتكليف والخليل مشتق من الخلة بضم الخاء وهى إما من الخلال بكسر الخاء فانها مودة تتخلل النفس وتخالطها مخالطة معنوية فالخليل من بلغت مودته هذه المرتبة كما قال : قد تخللت مسلك الروح منى ولذا سمى الخليل خليلا فاذا مانطقت كنت حديثى وإذا ماسكت كنت الغليلا وإما من الخلل كما قيل : على معنى أن كلا من الخليلين يصلح خلل الآخر وإما من الخل بالفتح وهو الطريق