الكذب لأنه تصور ماذكر وإيراده باللفظ فكأن التمنى مبدأ له فلذا صحح التعبير عنه ونه قول عثمان رضى الله تعالى عنه : ماتعنيت ولاتمنيت منذ أسلمت والباء فى بأمانيكم مثلها فى زيد بالباب وليست زائدة والزيادة محتملة ونفاها البعض واسم ليس مستتر فيها عائد على الوعد بالمعنى المصدرى أو بمعنى الموعود فهو استخدام كما قال السعد وقيل : عائد على الموعود الذي تضمنه عامل وعد الله أو على إدخال الجنة أو العمل الصالح وقيل : عائد على الايمان المفهوم من الذين آمنوا وقيل على الأمر المتحاور فيه بقرينة سبب النزول .
أخرج ابن جرير وابن أبى حاتم عن السدى قال : التقى ناس من المسلمين واليهود والنصارى فقال اليهود للمسلمين : نحن خير منكم ديننا قبل دينكم وكتابنا قبل كتابكم ونبينا قبل نبيكم ونحن على دين ابراهيمم ولن يدخل الجنة الا من كان هودا وقالت النصارى مثل ذلك فقال المسلمون : كتابنا بعد كتابكم ونبينا صلى الله عليه و سلم بعد نبيكم وديننا بعد دينكم وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم فنحن خير منكم نحن على دين ابراهيم وإسماعيل وإسحق ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا فأنزل الله تعالى ليس بأمانيكم وقوله سبحانه : ومن أحسن الخ أى ليس وعد الله تعالى أو ماوعد سبحانه من الثواب أو إدخال الجنة أو العمل الصالح أو الايمان أو ادخال الجنة أو العمل الصالح أو الايمان أو ماتحاورتم تم فيه حاصلا بمجرد أمانيكم أيها المسلمون ولاأمانى اليهود والنصارى وإنما يحصبل بالسعى والتشمير عن ساق الجد لامتثال الأمر ويؤيد عود الضمير على الإيمان المفهوم مما قبله أنه أحرج ابن أبى شيبة عن الحسن موقوفا ليس الإيمان بالتمنى ولكن ماوقر فى القلب وصدقه العمل إن قوما ألهتهم أمانى المغفرة حتى خرجوا من الدنيا ولاحسنة لهم وقالوا : نحسن الظن بالله تعالى وكذبوا لو أحسنوا الظن لأحسنوا العمل وأحرج البخارى فى تاريخه عن أنس مرفوعا ليس الإيمان بالتمنى ولا بالتحلى ولكن هو ماوقر فى القلب فأما علم القلب فالعلم النافع وعلم اللسان حجة على بنى آدم .
وروى عن مجاهد وابن زيد أن الخطاب لأهل الشرك فانهم قالوا : لانبعث ولانعذب كما قال أهل الكتاب لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى وأيد بانه لم يجر للمسلمين ذكر فى الأمانى وجرى للمشركين ذكر فى ذلك أى ليس الأمر بأمانى المشركين وقولهم : لابعث ولاعذاب ولابأمانى أهل الكتاب وقولهم ماقالوا : وقرر سبحانه ذلك بقوله عز من قائل : من يعمل سوءا يجز به عاجلا أو أجلا فقد أخرج الترمذى وغيره عن أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه قال : كنت عند النبى صلى الله عليه و سلم فنزلت هذه الآية فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يأبا بكر ألا أقرئك نزلت على فقلت : بلى يارسول الله فأقرأنيها فلا أعلم إلا أنى وجدت انقصاما فى ظهرى حتى تمطأت لها فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مالك ياأبكر قلت : بأبى وأمى يارسول الله وأينا لم يعمل السوء وإنا لمجزيون بكل سوء عملناه فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أما أنت وأصحابك ياأبكر المؤمنون فتجزون بذلك فى الدنيا حتى تلقوا الله تعالى ليس عليكم ذنوب وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون يوم القيامة .
وأخرج مسلم وغيره عن أبى هريرة قال : لما نزلت هذه الآية شق ذلك على المسلمين وبلغت منهم ماشاء الله تعالى فشكوا ذلك الى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : سددوا وقاربوا فان كل ماأصاب المسلم كفارة حتى الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها والاحاديث بهذا المعنى أكثر من أن تحصى ولهذا أجمع عامة العلماء على أن الأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها يكفر الله تعالى بها الخطيئات