فى الذنوب إلاأنى لم أشرك بالله تعالى منذ عرفته وآمنت به ولم أتخذ من دونه وليا ولم أوقع فى المعاصى جراءة وماتوهمت طرفة عين أنى أعجز الله تعالى هربا وإنى لنادم تائب فما ترى حالى عند الله تعالى فنزلت ومن يشرك بالله شيئا من الشرك أو أحدا من الخلق وفى معنى الشرك به تعالى نفى الصانع ولايبعد أن يكون من أفراده فقد ضل ضللا بعيدا .
116 .
- عن الحق أو الوقوع ممن له أدنى عقل وإنما جعل الجزاء على ماقيل هنا فقد ضل الخ وفيما تقدم فقد افترى إثما عظيما لما أن تلك كانت فى أهل الكتاب وهم مطلعون من كتبهم على ما لايشسكون فى صحته من أمر الرسول صلى الله عليه و سلم ووجوب اتباع شريعته وما يدعوا اليه من الايمان بالله تعالى ومع ذلك أشركوا وكفروا فصاروا ذلك افتراءا واختلافا وجراءة عظيمة على الله تعالى وهذه الآية كانت فى أناس لم يعلموا كتابا ولاعرفوا من قبل وحيا ولم يأتهم سوى رسول الله صلى الله عليه و سلم بالهدى ودين الحق فأشركوا بالله D وكفروا وضلوا مع وضوح الحجة وسطوع البرهان فكان ضلالهم بعيدا ولذلك جاء بعد تلك الم تر الى الذين يزكون أنفسهم وقله سبحانه : أنظر كيف يفترون على الله الكذب وجاء بعده قوله تعالى : إن يدعون من دونه إلا إناثا أى مايعبدون أو ماينادون لحوائجهم من دون الله تعالى إلا أصناما والجملة مبنية لوجه ماقبلها ولذا لم تعطف عليه وعبر عن الاصنام بالإناث لما روى عن الحسن أنه كان لكل حى من أحياء العرب صنم يعبدونه ويسمونه أنثى بنى فلان لانهم يجعلون عليه الحلى وأنواع الزينة كما يفعلون بالنسوان أو لما أن أسماءها مؤنثة كما قيل وهم يسمون مااسمه مؤنث أنثى كما فى قوله : وما ذكر فان يكبر فأنثى شديد اللزم ليس له ضروس فانه عنى القراد وهو مادام صغيرا يسمى قرادا فذا كبر سمى حلمة كثمرة واعترض بأن من الاصنام مااسمه مذكر كهبل وود سواع وذى الخصلة وكون ذلك باعتبار الغالب غير مسلم وقيل : إنها جمادات وهى كثيرا ماتؤنث لمضاهاتها الاناث لانفعالها ففى التعبير عنها بهذا الاسم تنبيه على تناهى جهلهم وفرط حماقتهم حيث يدعون ما ينفعل ويدعون الفعال لما يريد وقيل : المراد بالإناث الأموات فقد أخرج ابن جرير وغيره عن الحسن أن الانثى كل ميت ليس فيه روح مثل الخشبة اليابسة والحجر اليابس ففى التعبير بذلك دون أصناما التنبيه السابق أيضا إلا أن وصف الأصنام بكونهم أمواتا مجاز وقيل : سماها الله تعالى إناثا لضعفها وقلة خيرها وعدم نصرها وقيل : لاتضاع منزلتها وانحطاط قدرها بناءا على أن العرب تطلق الأنثى على كل مااتضعت منزلته من أى جنس كان وقيل : كان فى كل صنم شيطانة تتراءى للسدنة وتكلمهم أحيانا فلذلك أخبر بسبحانه أنهم مايعبدون من دونه إلا اناثا وروى ذلك عن أبى بن كعب وقيل : المراد الملائكة لقولهم : الملائكة بنات الله عز اسمه وروى ذلك عن الضحاك وهو جمع انثى كرباب وربى فى لغة من كسر الراء .
وقرىء إلا انثى على التوحيد وإلا أنثى بضمتين كرسل وهو إما صفة مفردة مثل امرأة جنب وإما جمع نيث كقليب وقلب وقد جاء حديد أنيث وإما جمع اناث كثمار وثمر وقرىء وثنا وأثنا بالتخفيف والتثقيل وتقديم الثاء على النون جمع وثن كقولك : أسد وأسد وأسد وأسد وقلبت الواو ألفا كأجوه فى وجوه .
وأخرج ابن جرير أنه كان فى مصحف عائشة رضى الله تعالى عنها إلا أوثانا وإن يدعون أى