فمن يجدل الله عنه يوم القبامة أى فمن يخاصمه سبحانه عنهم يوم لايكتمون حديثا ولايغنى عنهم من عذاب الله تعالى شىء أم يكون عليهم يومئذ وكيلا .
109 .
- أى حافظا ومحاميا من بأس الله تعالى وعقابه وأصل معنى الوكيل الشخص الذى توكل الامور له وتسند اليه وتفسيره بالحافظ المحامى مجاز من باب استعمال الشىء فى لازم معناه و ام هذه منقطعة كمال قال السمين وقيل : عاطفة كما نقله فى الدر المصون والاستفهام كما قال الكرخى : فى الموضعين للنفى أى لاأحد يجادل عنهم ولاأحد يكون عليهم وكيلا .
ومن يعمل سوءا أى شىء يسوء به غيره كما فعل بشير برفاعة أو طعمة باليهودى أو يظلم نفسه بما يختص به كالانكار وقيل : السوء مادون الشرك والظلم الشرك وقيل : السوء الصغيرة والظلم الكبيرة .
ثم يستغفر الله بالتوبة الصادقة ولو قبل الموت بيسير يجد الله غفورا لما استغفره كائنا من كان رحيما .
110 .
- متفضلا عليه وفيه حث لمن فيهم نزلت الآية من المذنبين على التوبة والاستغفار قبل : وتخويف لمن لم يستغفر ولم يتب بحسب المفهوم فانه يفيد أن من لم يستغفرحرم من رحمته تعالى وابتلى بغضبه ومن يكسب أى يفعل إثما ذنبا من الذنوب فانما يكسبه على نفسه بحيث لايتعدى ضرره الى غيرها فليحترز عن تعريضها للعقاب الوبال وكان الله عليما بكل شىء ومنه الكسب خكيما .
111 .
- فى كل ماقدر وقضى ومن ذلك لاتحمل وازرة وزر أخرى وقيل : عليما بالسارق حكيما فى ايجاب القطع عليه والأول أولى ومن يكسب خطيئة أى صغيرة أو مالا عمد فيه من الذنوب .
وقرأ معاذ بن جبل يكسب بكسر الكاف والسين المشددة أصله يكتسب أو إثما أى كبيرة أو ماكان عن عمد وقيل : الخطيئة الشرك والاثم مادونه وفى الكشاف : الاثم الذنب الذى يستحق صاحبه العقاب والهمزة فيه بدل من الواو كأن يثم الأعمال أى يكسرها بإحباطه وفى الكشف كأن هذا أصله ثم استعمل فى مطلق الذنب فى نحو قوله تعالى : كبائر الاثم ومن هذا يعلم ضعف ماذكره صاحب القيل ثم يرم به أى يقذف به ويسنده وتوحيد الضمير لأنه عائد على احد الأمرين لاعلى التعيين كأنه قيل : ثم يرم بأحد الامرين وقيل : إنه عائد على إثما فان المتعاطفين بأو يجوز عود الضمير فيما بعدهما على المعطوف وعليه نحو اذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا اليها وعلى المعطوف نحو والذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها وقيل : إنه عائد على الكسب على حد اعدلوا هو أقرب للتقوى وقيل : فى الكلام حذف أى يرم بها وبه و ثم للتراخى فى الرتبة وقرىء بهما بريئا مما رماه به ليحمله عقوبة العاجلة كما فعل من عنده الدرع بلبيد بن سهل أو بأبى مليك فقد احتمل بما فعل من رمى البرىء وقصده تحميل جريرته عليه وهو أبلغ من حمل وقيل : افتعل بمعن فعل فاقتدر وقدر بهتانا وهو الكذب على الغير بما يبهت منه ويتحير عند سماعه لفظاعته وقيل : هو الكذب الذى يتحير فى عظمه والماضى بهت كمنع ويقال فى المصدر : بهتا وبهتا وبهتا واثما مبينا .
112 .
- أى بينا لامرية فيه ولاخفاء وهو صفة لإثما وقد اكتفى فى بيان عظم البهتان بالتنكير التفخيمى على أن وصف الاثم بما ذكر بمنزلة وصف البهتان به لانهما عبارة عن أمر واحد