يظلمونها باكتساب المعاصي وارتكاب الآثام وقيل : الخيانة مجاز عن المضرة ولابعد فيه والمراد بالموصول إما السارق أوالمودع المكافر وأمثاله واما من عاونه فانه شريك فى الإثم والخيانة والخطاب للنبى صلى الله عليه و سلم وهو E المقصود بالنهى والنهى عن الشىء لايقتضى كون المنهى مرتكبا للمنهى عنه وقد يقال : إن ذلك من قبيل لئن أشركت ليحبطن عملك ومن هنا قيل : المعنى لاتجادل أيها الانسان .
إن الله لايحب من كان خوانا كثير الخيانة مفرطا فيها أثيما .
107 .
- منهمكا فى الأثم وتعليق عدم المحبة المراد منه البغض والسخط بصيغة المبالغة ليس لتخصيصه بل لبيان إفراط بنى أبيرق وقومهم فى الخيانة والاثم .
وقال أبو حيان : أتى بصيغة المبالغة فيهما ليخرج منه من وقع الاثم والخيانة مرة ومن صدر منه ذلك على سبيل الغفلة وعدم القصد وليس بشىء وإردف الخوان بالاثيم قيل : للمبالغة وقيل : إن الأول باعتبار السرقة أو إنكار الوديعة والثانى باعتبار تهمة البرىء وروى ذلك عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما وقدمت صفة الخيانة على صفة الاثم لأنها سبب له أو لأن وقوعهما كان كذلك أو لتواخى الفواصل على ماقيل : يستخفون الناس أى يستترون منهم حياءا وخوفا من ضررهم وأصل ذلك طلب الخفاء وضمير الجمع عائد على الذين يختانون على الأظهر والجملة مستأنفة لاموضع لها من الاعراب وقيل : هى فى موضع الحال من من ولايستخفون أى ولايستحيون منه سبحانه وهو أحق بأن يستحى منه ويخاف من عقابه وإنما فسر الاستخفاء من تعالى بالاستحياء لأن الاستتار منه عز شأنه محال لافائدة فى نفيه ولامعنى للذم فى عدمه وذكر بعض المحققين أن التعبير بذلك من باب المشاكلة وهو معهم على الوجه اللائق بذاته سبحانه وقيل : المراد إنه تعالى عالم بهم وبأحوالهم فلا طريق الى الاستخفاء منه تعالى سوى ترك مايؤاخذ عليه والجملة فى موضع الحال ضمير يستخفون اذ يبيتون أى يدبرون ولما كان أكثر التدبير ممايبيت عبر به عنه والظرف متعلق بما تعلق به قبله وقيل : متعلق ب يستخفون .
مما لايرضى من القول من رمى البرىء وشهادة الزور قال النيسابورى : وتسمية التدبير وهو معنى فى النفس قولا لاإشكال فيها عند القائلين بالكلام النفسى وأما عند غيرهم فمجاز أو لعلهم اجتمعوا فى الليل ورتبوا كيفية المكر فسمى الله تعالى كلامهم ذلك بالقول الميبت الذى لايرضاه سبحانه وقد تقدم لك فى المقدمات ماينفعك ههنا فتذكر وكان الله بما يعملون أى بعملهم أو بالذى يعملونه من الأعمال الظاهرة والخافية محيطا .
108 .
- أى حفيظا كما قال الحسن أو عالما لايعزب عنه شىء ولايفوت كما قال غيره وعلى القولين الاحاطة هنا مجاز ونظمها البعض فى سلك المتشابه .
هاأنتم هؤلاء خطاب للذابين مؤذن بأن تعديد جناياتهم يوجب مشافهتهم بالتوبيخ والتقريع والجملة مبتدأ وخبر وقوله سبحانه : جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا جملة مبنية لوقوع أولاء خبرا فهو بمعنى المجادلين وبه تتم الفائدة ويجوز أن يكون أولاء اسما موصولا كما هو مذهب بعض النحاة فى كل اسم اشارة و جادلتم صلته فالحمل حينئذ ظاهر والمجادلة أشد المخاصمة وأصلها من الجدل وهو شدة القتل ومنه قيل للصقر : أجدل والمعنى هبوا أنكم بذلتم الجهد فى المخاصمة عمن أشارت اليه الاخبار فى الدنيا