وقيل : التوبة بمعنى التخفيف أى شرع لكم هذا تخفيفا عليكم وقيل : إنه منصوب على الحالية من الضمير المجرور فى عليه بحذف المضاف أى فعليه صيام شهرين حال كونه ذا توبة وقيل : على المصدرية أى تاب عليكم توبة وقوله سبحانه : من الله متعلق بمحذوف وقع صفة للنكرة أى توبة كائنة من الله تعالى .
وكان الله عليما بجميع الاشياء التي من جملتها حال هذا القاتل حكيما .
92 .
- فى كل ماشرع وقضى من الأحكام التى من جملتها ماشرع وقضى فى شأنه ومن يقتل مؤمنا متعمدا بأن يقصد قتله بما يفرق الأجزاء أو بما لايطيقه البتة عالما بايمانه وهو نصب على الحال من فاعل يقتل .
وروى عن السكائى أنه سكن التاء وكأنه فر من توالى الحركات فجزاوه الذي يستحقه بجنايته جهنم خالدا فيها أى ماكثا الى الأبد أو مكثا طويلا إلى حيث شاء الله تعالى وهو حال مقدرة من فاعل فعل مقدر يقتضيه المقام كأنه قيل : فجزاؤه أن يدخل جهنم خالدا .
وقال أبو البقاء : هو حال من الضمير المرفوع أو المنصوب فى يجزاها المقدر وقيل : هو من المنصوب لاغير ويقدر جازاه وأيد بأنه أنسب بعطف مابعده عليه لموافقته له صيغة ومنع جعله حالا من الضمير المجرور فى فجزاؤه لوجهين : أحدهما أنه حال من المضاف اليه وثانيهما أنه فصل بين الحال وذيها بخبر المبتدأ وقول سبحانه : وغضب الله عليه عطف على مقدر تدل عليه الشرطية دلالة واضحة كأنه : بطريق الاستئناف تقريرا لمضمونها حكم الله تعالى بأن جزاءه ذلك وغضب عليه أى انتقم منه على ماعليه الأشاعرة ولعنه أى أبعده عن رحمته بجعل جزائه ماذكر وقيل هو وما بعده معطوف على الخبر بتقدير أن وحمل الماضى على معنى المستقبل أى فجزاؤه جهنم وأن يغضب الله تعالى عليه الخ وأعد له عذابا عظيما .
93 .
- لايقادر قدره .
والآية كما أخرج ابن أبى حاتم عن ابن جبير نزلت فى مقيس بن ضبابة الكنانى أنه أسلم هو وأخوه هشام وكانا بالمدينة فوجد مقيس أخاه هشاما ذات يوم قتيلا فى الأنصار فى بنى النجار فانطلق إلى النبى صلى الله عليه و سلم فأخبره بذلك فأرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا من قريش من بنى فهر ومعه مقيس الى بنى النجار ومنازلهم يومئذ بقباء أن ادفعوا الى مقيس قاتل أخيه إن علمتم ذلك وإلا فادفعوا اليه الدية فلما جاءهم الرسول قالوا : السمع والطاعة لله تعالى وللرسول صلى الله عليه و سلم والله تعالى مانعلم له قاتلا ولكن نؤدى الدية فدفعوا الى مقيس مائة من الأبل دية أخيه فلما انصرف مقيس والفهرى راجعين من قباء الى المدينة وبينهما ساعة عمد مقيس الى الفهرى رسول رسول الله صلى الله عليه و سلم فقتله وارتد عن الاسلام وفى رواية أنه ضرب به الأرض وفضخ رأسه بين حجرين وركب جملا من الدية وساق معه البقية ولحق بمكة وهو يقول فى شعر له : قتلت به فهرا وحملت عقله سراة بنى النجار أرباب قارع وأدركت ثارى واضجعت موسدا وكنتت الى الاوثان أول راجع فنزلت هذه الآية مشتملة على إبراق وإرعاد وتهديد شديد وإبعاد وقد تأديت بغير ماخبر ورد عن سيد البشر صلى الله تعالى عليه وسلم فقد أخرج أحمد والنسائى عن معاوية سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : كل ذنب عسى الله تعالى أن يغفره إلا الرجل يموت كافرا أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا وأخرج ابن المنذر