أحكامه عليه وذهب الأخفش والمبرد الى الحاقة بباب التعجب وحكىالاخفش الاستعمالين عن العرب ويجوز فيه ضم العين وتسكينها ونقل حركتها الى الفاء وظاهره تغاير المذهبين وفي التسهيل انه من باب نعم وبئس وفيه معنى التعجب وهو يقتضي أن لاتغاير بينهما واليه يميل كلام الشيخين فافهم والحسن عبارة عن كل مبهج مرغوب إما عقلا أو هوى أو حسا وأكثر مايقال في متعارف العامة في المستحسن بالبصر وقد جاء في القرآن له وللمستحسن من جهة البصيرة ذلك اشارة الى ماثبت للمطيعين من جميع ماتقدم أو الى مافضل هؤلاء المنعم عليهم ومزيتهم وهو مبتدأ وقوله سبحانه : الفضل صفة وقوله تعالى : من الله خبره أى ذلك الفضل العظيم كائن من الله تعالى لا من غيره وجوز أبو البقاء أن يكون الفضل هو الخبر و من الله متعلق بمحذوف وقع حالا منه والعامل فيه معنى الاشارة ويجوز ان يكون خبرا ثانيا أي ذلك الذي ذكر الفضل كائنا أو كائن من الله تعالى لاأن أعمال العباد توجبه وكفى بالله عليما .
70 .
- بثواب من أطاعه وبمقادير الفضل واستحقاق أهله بمقتضى الوعد فثقوا بما أخبركم به ولاينئك مثل خبير .
وقيل : وكفى به سبحانه عليما بالعصاة والمطيعين والمنافقين والمخلصين ومن يصلح لمرافقة هؤلاء ومن لايصلح ياايها الذين امنوا خذوا حذركم أي عدتكم من السلاح قاله مقاتل وهو المروى عن أبي جعفر رضر الله تعالى عنه وقيل : الحذر مصدر كالحذر وهو الاحتراز عما يخاف فهناك الكناية والتخييل بتشبيه الحذر بالسلاح وآلة الوقاية وليس الأخذ مجازا ليلزم الجمع بين الحقيقة والمجاز في قوله سبحانه : وليأخذو حذرهم وأسلحتهم اذ التجوز في الايقاع وقد صرح المحققون بجواز الجمع فيه والمعنى استعدوا فيه لاعدائكم أو تيقظوا واحترزوا منهم ولاتمكنوهم من أنفسكم فانفروا بكسر الفاء وقرىء بضمها أى اخرجوا الى قتال عدوكم والجهاد معه عند خروجكم وأصل معنى النفر الفزع كالنفرة ثم استعمل فيما ذكر ثبات جمع ثبة وهي الجماعة من الرجال فوق العشرة وقيل : فوق الاثنين وقد تطلق على غير الرجال ومنه قول عمرو بن كلثوم : فأما يوم خشيتنا عليهم فتصبح خيلنا عصبا ثباتا ووزنها في الاصل فعلة كحطمة حذفت لامها وعوض عنها هاء التأنيث وهل هي واو من ثبا يثبوا كعدى يعدو أي اجتمع أو ياء من ثبيت على فلان بمعنى أثنيت عليه بذكر محاسنه وجمعها قولان وثبة الحوض وسطه واوية وهي من ثاب يثوب اذا رجع وقد جمع جمع المؤنث وأعرب اعرابه على اللغة الفصيحة وفي لغة ينصب بالفتح وقد جمع أيضا جمع المذكر السالم فيقال : ثبون وقد اطرد ذلك فيما حذف آخره ان لم يستوف الشروط جبرا له وفي ثائه حينئذ لغتان : الضم والكسر والجمع هنا موضع الحال أي انفروا جماعات متفرقة جماعة بعد جماعة أو أنفروا جميعا .
71 .
- أي مجتمعين جماعة واحدة ويسمى الجيش إذا اجتمع ولم ينتشر كتيبة وللقطعة النتخبة المقتطعة منه سرية وعن بعضهم أنها التي تخرج ليلا وتعود اليه وهي مائة الى خمسمائة أو من خمسة أنفس الى ثلثمائة وأربعمائة ومازاد على السرية منسر كمجلس ومنبر الى الثمانمائة فان زاد يقال له : جيش الى اربعة آلاف فان زاد يسمى جحفلا ويسمى الجيش العظيم خميسا وماافترق من السرية بعثا وقد تطلق السرية على مطلق الجماعة والآية وان نزلت في الحرب لكن فيها اشارة الى الحث