بالسيف والسنان وزعم النيسابوري أنه لايبعد أن يدخل كل هذه الامة في الشهداء لقوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس وليس بشىء كما لايخفى وأن المراد بالصالحين الصارفين أعمارهم فى طاعة الله تعالى وأموالهم في مرضاته سبحانه ويقال الصالح هو الذي صلحت حاله واستقامت طريقته .
والمصلح هو الفاعل لما فيه الصلاح قال الطبرسى : ولذا يجوز أن يقال : مصلح في حق الله تعالى دون صالح وليس المراد بالمعية اتحاد الدرجة ولامطلق الاشتراك فى دخول الجنة بل كونهم فيها بحيث يتمكن كل واحد منهم من رؤية الآخر وزيارته متى أراد وإن بعدت المسافة بينهما وذكر غير واحد أنه لامانع أن يرفع الأدنى الى منزلة الأعلى متى شاء تكرمة له ثم يعود ولايرى أنه أرغد منه عيشا ولاأكمل لذة لئلا يكون حسرة فى قلبه وكذا لامانع أن ينحدر الأعلى الى منزلة الأدنى ثم يعود من غير أن يرى ذلك نقصا في ملكه أو حطا من قدره .
وقد ثبت في غير ما حديث أن أهل الجنة يتزاورون وادعى بعضهم أن لاتزاور مع رؤية كل واحد الآخر وذلك لأن عالم الانوار لاتمانع فيها ولاتدافع فينعكس بعضها على بعض كالمرايا المجلوة المتقابلة والى ذلك الاشارة الى قوله تعالى : اخوانا على سرر متقابلين وزعم أنه التحقيق وهو بعيد عنه وأبعد من ذلك بمراحل ماقيل : يحتمل أن يكون المراد أن معن ى كون المطيع مع هولاء أنه معهم فى سلوك طريق الآخرة فيكون مأمونا من قطاع الطريق محفوظ الطاعة عن النهب وحسن أولئك ذلك رفيقا أي صاحبا وهو مشتق من الرفق وهو لين الجانب واللطافة فى المعاشرة قولا وفعلا والاشارة يحتمل أن تكون الى النبيين ومن بعدهم ومافيها من معنى البعد لما مر مرارا ورفيقا حينئذ اما تمييز أو حال على معنى أنهم وصفو بالحسن من جهة كونهم رفقاء للمطيعين أو حال كونهم رفقاء لهم ولم يجمع لأن فعيلا يستوى فيه الواحد وغيره أو أكتفاءا بالواحد عن الجمع فى باب التمييز لفهم المعنى وحسنه وقوعه في الفاصلة أو لانه بتأويل حسن كل واحد منهم أو لأنه قصد بيان الجنس مع قطع النظر عن الأنواع ويحتمل أن تكون الى من يطع والجمع على المعنى ف رفيقا حينئذ تمييز على معنى أنهم وصفوا بحسن الرفيق من الفرق الأربع لابنفس الحسن فلا يجوز دخول من عليه كما يجوز في الوجه الأول .
واالجملة على الاحتمالين تذييل مقرر لما قبله مؤكد للترغيب والتشويق وفى الكشاف فيه معنى التعجب كأنه قيل : وما أحسن أولئك رفيقا ولاستقلاله بمعنى التعجيب قرىء وحسن بسكون السين يقول المتعجب : حسن الوجه وجهك بالفتح والضم مع التسكين انتهى وفي الصحاح يقال : حسن الشىء وان شئت خففت الضمة فقلت : حسن الشىء ولايجوز أن تنقل الضمة الى الحاء لأنه خبر وانما يجوز النقل اذا كان بمعنى المدح أو الذم لأنه يشبه فى جواز النقل بنعم وبئس وذلك أن الاصل فيهما نعم وبئس فسكن ثانيهما ونقلت حركته الى ماقبله وكذلك كل ماكان فى معناهما قال الشاعر : لم يمنع الناس منى ماأردت وما أعطيهم ما أرادوا حسن ذا أدبا أراد حسن ذا أدبا فخفف ونقل وأراد أنه لما نقل الى الإنشاء حسن أن يغير تنبيها على ماكان النقل وفي الارتشاف : ان فعل المحول ذهب الفارسى وأكثر النحويين الى الحاقة بباب نعم وبئس فقط وإجراء