لهم بعد التثبيت فقيل : وإذا لو ثبتوا لآتيناهم وليس مرادهم أنه جواب لسؤال مقدر لفظا ومعنى وإلا لم يكن لاقترانه بالواو وجه وإظهار لو ليس لأنها مقدرة بل لتحقيق أن ذلك جواب للشرط لكن بعد اعتبار جوابه الأول والمراد بالجواب في قولهم جميعا : إن إذا حرف جواب دائما أنها لاتكون في كلام مبتدأ بل هو في كلام مبنى على شىء تقدمه ملفوظ أو مقدر سواء كان شرطا أو كلام سائل أو نحوه كما أنه ليس المراد بالجزاء اللازم لها أوالغالب الا مايكون مجازاة لفعل فاعل سواء السائل وغيره وبهذا تندفع الشبه الموردة في هذا المقام وزعم الطيبى أن ماأشرنا اليه من التقدير تكلف من ثلاثة أوجه وهو توهم منشأه الغفلة عن المراد كالذى زعمه العلامة الثانى فتدبر ولهديناهم صراطا مستقيما .
68 .
- وهو المراتب بعد الايمان التى تفتح أبوابها للعاملين فقد أخرج أبو نعيم فى الحيلة عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : من عمل بما علم أورثه الله تعالى علم مالم يعلم وقال الجبائى : المعنى ولهديناهم فى الآخرة الى طريق الجنة ومن يطع الله بلانقياد لأمره ونهيه والرسول المبلغ مأوحى اليه منه باتباع شريعته والرضا بحكمه والكلام مستأنف فيه فضل ترغيب فى الطاعة ومزيد تشويق اليها ببيان أن نتيجتها أقصى ماتنتهى اليه همم الامم وأرفع ماتمتد اليه أعناق أمانيهم وتشرأب اليه أعين عزائمهم من مجاورة أعظم الخلائق مقدارا وأرفعهم منارا ومتضمن لتفسير ماأبهم وتفصيل ماأجمل فى جواب الشرطية السابقة ومن شرطية وإفراد ضمير يطع مراعاة للفظ والجمع فى قوله سبحانه : فأولك مراعاة للمعنى أى فالمطيعون الذين علت درجتهم وبعدت منزلتهم شرفا وفضلا .
مع الذين أنعم الله عليهم بما تقصر العبارة عن تفصيله وبيانه من النبيين بيان للمنعم عليهم فهو حال إما من الذين أى مقارنيهم حال كونهم من النبيين وإما من ضميره والتعرض لمعية الانبياء دون نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم خاصة مع أن الكلام في بيان حكم طاعته E لجريان ذكرهم فى سبب النزول مع الاشارة الى أن طاعته متضمنة لطاعتهم أخرج الطبرانى وأبو نعيم والضياء المقدسى وحسنه قال : جاء رجل الى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال : يارسول الله إنك لأحب الى من نفسى وإنك لاحب إلى من ولدى وإنى لأكون فى البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتى فأنظر اليك وإذا ذكرت موتى وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإنى إذا دخلت الجنة خشيب أن لاأراك فلم يرد عليه النبى صلى الله تعالى عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل بهذه الآية ومن يطع الله الخ وروى مثله عن ابن عباس .
وقال الكلبي : إن ثوبان مولى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان شديد الحب له E قليل الصبر عنه وقد نحل جسمه وتغير لونه خوف عدم رؤيته صلى الله تعالى عليه وسلم بعد الموت فذكر ذلك لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية وعن مسروق إن أصحاب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قالوا : ماينبغى أن نفارقك في الدنيا فانك إذا فارقتنا رفعت فوقنا فنزلت وبدأ بذكر النبيين لعلو درجته وارتفاعهم على من عداهم وقد نقل الشعرانى عن مولانا الشيخ الاكبر قدس سره أنهقال : فتح لى قدر خرم ابرة من مقام النبوة تجليا لادخولا فكدت أحترق ثم عطف عليهم على سبيل التدلى قوله سبحانه : والصدقين والشهداء والصالحين فالمنازل أربعة بعضها دون بعض : الأول منازل الانبياء وهم الذين تمدهم قوة