يكون محلى بلام الجنس أو مضافا إليه كما في المفصل وأجيب بأن سيبويه جوز قيام ما إذا كانت معرفة تامة مقامه وابن السراج أيضا جوز قيام الموصولة لأنها في معنى المعرف باللام واعترض القول بوقوع ما تمييزا بأنها مساوية للمضمر في الإبهام فلا تميزه لأن التمييز لبيان جنس المميز وأجيب بمنع كونها مساوية له لأن المراد بها شئ عظيم والضمير لا يدل على ذلك ومن الغريب ما قيل : إن ما كافة فتدبر وقد تقدم الكلام فيما في نعما من القراآت إن الله كان سميعا بجميع المسموعات ومنها أقوالكم بصيرا .
58 .
- بكل شئ ومن ذلك أفعالكم ففي الجملة وعد ووعيد وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لعلي كرم الله تعالى وجهه : سو بين الخصمين في لحظك ولفظك يأيها الذين آمنوا بعد ما أمر سبحانه ولاة الأمور بالعموم أو الخصوص بأداء والعدل في الحكومة أمر الناس بإطاعتهم في ضمن إطاعته D وإطاعة رسوله A حيث قال عز من قائل : أطيعوا الله إي الزموا طاعته فيما أمركم به ونهاكم عنه وأطيعوا الرسول المبعوث لتبليغ أحكامه إليكم في كل ما يأمركم به وينهاكم عنه أيضا وعن الكلبي أن المعنى أطيعوا الله في الفرائض وأطيعوا الرسول في السنن والأول أولى وأعاد الفعل وإن كانت طاعة الرسول مقترنة بطاعة الله تعالى اعتناءا بشأنه E وقطعا لتوهم أنه لا يجب امتثال ما ليس في القرآن وإيذانا بأن له A استقلالا بالطاعة لم يثبت لغيره ومن ثم لم يعد في قوله سبحانه : وأولي الأمر منكم إيذانا بأنهم لا استقلال لهم فيها استقلال الرسول A واختلف في المراد بهم فقيل : أمراء المسلمين في عهد الرسول A وبعده ويندرج فيهم الخلفاء والسلاطين والقضاة وغيرهم وقيل : المراد بهم أمراء السريا وروي ذلك عن أبي هريرة وميمون بن مهران وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي وأخرجه ابن عساكر عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : بعث رسول الله A خالد بن الوليد في سرية وفيها عمار بن ياسر فساروا قبل القوم الذين يريدون فلما بلغوا قريبا منهم عرسوا وأتاهم وأتاهم ذو العيينتين فأخبرهم فأصبحوا قد هربوا غير رجل أمر أهله فجمعوا متاعهم ثم أقبل يمشي في ظلمة الليل حتى أتى عسكر خالد يسأل عن عمار بن ياسر فأتاه فقال : يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وشهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن قومي لما سمعوا بكم هربوا وإني بقيت فهل إسلامي نافعي غدا وإلا هربت فقال عمار : بل هو ينفعك فأقم فأقام فلما أصبحوا أغار خالد فلم يجد أحدا غير الرجل فأخذه وأخذ ماله فبلغ عمارا الخبر فأتى خالدا فقال : خل عن الرجل فإنه قد أسلم وهو في أمان مني قال خالد : وفيم أنت تجير فاستبا وارتفعا إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال خالد : يا رسول الله أتترك هذا العبد الأجدع يشتمني فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم : يا خالد لا تسب عمارا فإن من سب عمارا سبه الله تعالى ومن أبغض عمارا أبغضه الله تعالى ومن لعن عمارا لعنه الله تعالى فغضب عمار فقام فتبعه خالد حتى أخذ بثوبه فاعتذر إليه فرضي فأنزل الله تعالى هذه الآية ووجه التخصيص على هذا أن في عدم إطاعتهم ولا سلطان ولا حاضرة مفسدة عظيمة وقيل : المراد بهم أهل العلم وروى ذلك غير واحد عن ابن عباس وجابر بن عبدالله ومجاهد والحسن وعطاء وجماعة واستدل عليه أبو العالية بقوله تعالى : ولو ردوه