على المشارفة ليصح وقوع خافوا جزاءا له ضرورة أنه لا خوف بعد حقيقة الموت وترك الورثة وفي ترتيب الأمر عل ىالوصف المذكور في حيز الصلة المشعر بالعلية إشارة إلى أن المقصود من الأمر أن لا يضيعوا اليتامى حتى لا تضيع أولادهم وفيه تهديد لهم بأنهم إن فعلوه أضاع الله أولادهم ورمز إلى أنهم إن راعوا الأمر حفظ الله تعالى أولادهم أخرج إبن جرير عن الشيباني قال : كنا في القسطنطينية أيام مسلمة بن عبدالملك وفينا إبن محيريز وإبن الديلمي وهانيء بن كلثوم فجعلنا نتذاكر ما يكون في آخر الزمان فضقت ذرعا مما سمعت فقلت لإبن الديلمي : ياأبا بشر يودني أنه لا يولد لي ولد أبدا فضرب بيده على منكبي وقال : ياإبن أخي لا تفعل فإنه ليست من نسمة كتب الله أن تخرج من صلب رجل إلا وهي خارجة إن شاء وإن أبى ثم قال : ألا أدلك على أمر إن أنت أدركته نجاك الله تعالى منه وإن تركت ولدا من بعدك حفظهم الله تعالى فيك قلت : بلى فتلا وليخش الذين الآية وفي وصف الذرية بالضعاف بعث على الترحم والظاهر أن من خلفهم ظرف لتركوا و في التصريح به مبالغة في تهويل تلك الحالة وجوز أن يكون حالا من ذرية و ضعافا كما قال أبو البقاء : يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالإمالة لأجل الكسرة وجاز ذلك مع حرف الإستعلاء لأنه مكسور مقدم ففيه إنحدار وكذلك خافوا يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالإمالة لأن الخاء تنكسر في بعض الأحوال وهو خفت وقريءضعفاء وضعافي وضعافي نحو سكارى وسكارى فليتقوا الله في ذلك والفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها وإنما أمرهم سبحانه بالتقوى التي هي غاية الخشية بعد ما أمرهم بها مراعاة للمبدأ والمنتهى ولما لم ينفع الأول بدون الثاني لم يقتصر عليه مع إستلزامه له عادة وليقولوا لليتامى أو للمريض أو لحاضري القسمة أو ليقولوا في الوصية قولا سديدا 9 فيقول الوصي لليتيم ما يقول لولده من القول الجميل الهادي له إلى حسن الآداب ومحاسن الأفعال ويقول عائد المريض ما يذكره التوبة والنطق بكلمة الشهادة وحسن الظن بالله وما يصده عن الإسراف بالوصية وتضييع الورثة ويقول الوارث لحاضر القسمة ما يزيل وحشته أو يزيد مسرته ويقول الموصي في إيصائه مالا يؤدي إلى تجاوز الثلث والسديدعلى ما قال الطبرسي المصيب العدل الموافق للشرع وقيل : مالا خلل فيه و يقال سد قوله يسد بالكسر إذا صار سديدا وأنه ليسد في القول فهو مسد إذا كان يصيب السداد أي القصد وأمر سديد وأسد أي قاصد والسداد بالفتح الإستقامة والصواب وكذلك السدد مقصور منه وأما السداد بالكسر فالبلغة وما يسد به ومنه قولهم : فيه سداد من عوزقاله غير واحدوفي درة الغواص في أوهام الخواص أنهم يقولون : سداد من عوز فيفتحون السينوهو لحنوالصواب الكسر وتعقبه إبن بري بأنه وهم فإن يعقوب بن السكيت سوى بين الفتح والكسر في إصلاح المنطق في باب فعال وفعال بمعنى واحد فقال : يقال سداد من عوز وسداد وكذا حكاه إبن قتيبة في أدب الكاتب وكذا في الصحاح إلا أنه زادوا الكسر أفصح نعم ذكر فيها أن سداد القارورة وسداد الثغر بالكسر لا غير وأنشد قول العرجي : أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر فليحفظ إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إستئناف جيء به لتقرير ما فصل من الأوامر والنواهي و ظلما إما حال أي ظالمين أو مفعول لأجله وقيل : منصوب على المصدرية أي أكل ظلم على معنى أكلا على