جرين كما أهتزت رماح تسفهت أعاليها مر الرياح النواسم وقال أيضا .
على ظهر مقلات سفيه جديلها .
يعني خفيف زمامها ولكون هذا الوصف مما ينشأ منه تبذير المال وتلفه المخل بحال اليتيم ناسب أن يجعل مناطا لهذا الحكم وقد فسر السفهاء بالمبذرين بالفعل من اليتامى وإلى تفسير الآية بما ذكرنا ذهب الكثير من المتأخرين وروى عن إبن عباس وإبن مسعود وغيرهما أن المراد بالسفهاء النساء والصبيان والخطاب لكل أحد كائنا من كان والمراد نهيه عن إيتاء ماله من لا رشد له من هؤلاء وقيل : إن المراد بهم النساء خاصة وروى عن مجاهد وإبن عمر وروى عن أنس بن مالك أنه قال : جاءت أمرأة سوداء جرية المنطق ذات ملح إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فقالت : بأبي أنت وأمي يارسول الله قل فينا خيرا مرة واحدة فإنه بلغني أنك تقول فينا كل شر قال : أي شيء قلت فيكن قالت : سميتنا السفهاء فقال : الله تعالى سماكن السفهاء في كتابه قالت : وسميتنا النواقص فقال : كفى نقصانا أن تدعن من كل شهر خمسة أيام لا تصلين فيها ثم قال : أما يكفي إحداكن أنها إذا حملت كان لها كأجر المرابط في سبيل الله تعالى وإذا وضعت كانت كالمشتحط في دمه في سبيل الله تعالى فإا أرضعت كان لها بكل جرعة كعتق رقبة من ولد إسماعيل فإذا سهرت كان لها بكل سهرة تسهرها كعتق رقبة من ولد إسماعيل وذلك للمؤمنات الخاشعات الصابرات اللاتي لا يكفرن العشير فقالت : السوداء ياله من فضل لولا ما يتبعه من الشرط .
وقيل إن السفهاء عام في كل سفيه من صبي أو مجنون أو محجور عليه للتبذير وقريب منه ما روى عن أبي عبدالله رضي الله تعالى عنه أنه قال : إن السفيه شارب الخمر ومن يجري مجراه وجعل الخطاب عاما أيضا للأولياء وسائر الناس والإضافة في أموالكم لا تفيد إلا الإختصاص وهو شامل لإختصاص الملكية وإختصاص التصرف وأيد ماذهب إليه الكثير بأنه الملائم للآيات المتقدمة والمتأخرة ومن ذهب إلى غيره جعل ذكر هذا الحكم إستطرادا وكون ذلك مخلا بجزالة النظم الكريم محل تأمل وقرأ نافع وإبن عامر قيما بغير ألف وفيهكما قال أبو البقاءثلاثة أوجه : أحدها أنه مصدر مثل الحول والعوض وكان القياس أن تثبت الواو لتحصنها بتوسطها كما صحت في العوض والحول لكن أبدلوها ياءا حملا على قيام وعلى إعتلالها في الفعل والثاني أنها جمع قيمةكديمة وديم والمعنى إن الأموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها وقال أبو علي : هذا لا يصح لأنه قد قريء في قوله تعالى : دينا قيما ملة إبراهيم وقوله سبحانه : الكعبة البيت الحرام قيما ولا يصح معنى القيمة فيهما .
والثالث أن يكون الأصل قياما فحذفت الألف كما حذفت في خيم وإلى هذا ذهب بعض المحققين وجعل ذلك مثل عوذا وعياذا وقرأ إبن عمرقوامابكسر القاف وبواو وألف وفيه وجهان : الأول أنه مصدر قاومت قواما مثل لاوذت لواذا فصحت في المصدر كما صحت في الفعل والثاني أنه أسم لما يقوم به الأمر وليس بمصدر وقريء كذلك إلا أنه بغير ألف وهو مصدر صحت عينه وجاءت على الأصل كالعوض وقريء بفتح القاف وواو وألف وفيه وجهان : أحدهما أنه أسم مصدر مثل السلام والكلام والدوام وثانيهما أنه لغة في القوام الذي هو بمعنى القامة يقال : جارية حسنة القوام والقوام والمعنى التي جعلها الله تعالى سبب بقاء قامتكم وعلى سائر القراءات في الآية إشارة إلى مدح الأموال وكان السلف يقولون : المال سلاح المؤمن ولأن أترك مالا يحاسبني الله تعالى عليه خير من أن أحتاج إلى الناس وقال عبدالله بن عباس : الدراهم والدنانير خواتيم الله في الأرض لا تؤكل ولا تشرب