47 - حدثنا عبد الله قال : حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي قال : حدثنا أيوب بن سويد عن يونس عن الزهري عن أبن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله A : " لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين : في حب المال وطول الأمل " . قال يونس : دخلت على ابن شهاب في أرض وهو يغرس فكلمته في ذالك فأخبرني بهذا الحديث .
48 - حدثنا عبد الله قال : حدثني أبو محمد البزاز قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم عن همام بن يحيى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك : أن النبي A خط خطوطا وخط منها خطا ناحية فأبعده وقال : " أتدرون ما مثل هذا ؟ هذا مثل المتمني وذلك الخط البعيد الأمل بينما هو يتمنى إذ جاءه الموت " ! .
49 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن عبيد قال : أخبرنا يزيد بن هارون قال : أخبرنا سفيان الثوري عن زبيد الإيامي عن مهاجر العامري قال : قال علي بن أبي طالب صلوات الله عليه : إن أخوف ما أخاف عليكم اثنتين : اتباع الهوى وطول الأمل .
فأما اتباع الهوى : فيصد عن الحق .
وأما طول الأمل : فينسي الآخرة .
ألا وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة .
ألا وإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة .
ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل .
50 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا أبو عبد الله الأزدي عن الحسن بن محمد الخزاعي عن رجل من ولد عثمان بن عفان Bه أن عمر بن عبد العزيز قال في بعض خطبه : إن لكل سفر زادا لا محالة فتزودوا لسفركم من الدنيا إلى الآخرة بالتقوى . وكونوا كمن عاين ما أعد الله من ثوابه وعقابه ترغبون وترهبون . ولا يطولن عليكم الأمل فتقسوا قلوبكم وتنقادوا لعدوكم فإنه والله ما بسط أمل من لا يدري لعله لا يصبح بعد مساءه ولا يمسي بعد صباحه . وربما كانت بين ذلك خطفات المنايا ! .
فكم رأيت ورأيتم من كان بالدنيا مغترا ! .
وإنما تقر عين من وثق بالنجاة من عذاب الله .
وإنما يفرح من أمن أهوال القيامة .
فأما من لا يداوي كلما إلا أصابه جارح من ناحية أخرى فكيف يفرح ! .
أعذ بالله أن آمركم بما أنهي عنه نفسي فتخسر صفقتي وتظهر عولتي : وتبدو مسكنتي في يوم يبدو فيه الغنى والفقر والموازين فيه منصوبة . لقد عنيتم بأمر لو عنيت به النجوم انكدرت ولو عنيت به الجبال لزالت ولو عنيت به الأرض لتشققت . أما تعلمون أنه ليس بين الجنة و النار منزلة ؟ وأنكم صائرون إلى أحدهما ؟ ! .
51 - حدثنا عبد الله قال : حدثني إبراهيم بن سعيد الأصبهاني قال : كتب محمد بن يوسف الأصبهاني العابد إلى بعض إخوانه : أقرىء من أقرأتنا منه السلام السلام وتزود لأخراك وتجاف عن دنياك واستعد للموت وبادر الفوت وأعلم أن أمامك أهوالا وأفزاعا قد أرعبت الأنبياء والرسل والسلام .
52 - حدثنا عبد الله قال : حدثنا الحسين بن عبد الرحمن عن رجل من قريش قال : كتب رجل إلى أخ له : أما بعد فإن الدنيا حلم والآخرة يقظة ! .
والمتوسط بينهما الموت ونحن في أضغاث والسلام .
53 - حدثنا عبد الله قال : حدثني بعض أصحابنا قال : كتب رجل إلى أخ له : إن الحزن على الدنيا طويل والموت من الأنسان قريب وللنقص في كل وقت منه نصيب وللبلاء في جسمه دبيب . فبادر قبل أن تنادى بالرحيل والسلام .
54 - حدثنا عبد الله قال : أنشدنا أبو بكر بن علي قوله : .
قل للمؤمل إن الموت في أثرك ... وليس يخفى عليك الأمر من نظرك .
فيمن مضى لك إن فكرت مفتكر ... ومن يمت كل يوم فهو من نذرك .
دار تسافر فيها من غد سفرا ... فلا تؤوب إذا سافرت من سفرك .
تضحى غدا سمرا للذاكرين كما ... صار الذين مضوا بالأمس من سمرك .
55 - قال : وأنشدني قوله : .
نودي بصوت أيما صوت ... ما اقرب إلي من الموت .
كأن أهل الغي في غيهم ... قد أخذوا أمنا من الموت .
كم مصبح يعمر بيتا له ... لم يمس إلا خارب البيت ! .
هذا وكم حي بكى ميتا ... فأصبح الحي مع الميت