لا قوام له إلا بما يلقى فيه فإذا تلك المؤنة إذا صارت في الوعاء استقرت فتناولت منها ما تيسر من المطعم والمشرب ورفضت ما عسر فصرت فيما قطعت عن نفسي من مؤنة الوعاء ولذة الحنك منزلة رجل كان يتخذ الرماد من الخلنج والصندل والعيدان المرتفعة فلما ثقل عليه مؤونة ذلك أتخذ الرماد من الزبل والحطب الرخيص فرجى ذلك عليه .
ونظرت في مؤونة الفرج فإذا هو والعينان موصولان بالقلب وإذا باب العين يسقى الشهوة وهما معينان على هلاك الجسد ثم تنقطع تلك اللذة على طول العمر فهممت بإلقائهما عني وقلت هلاكهما واطراحهما أيسر علي من هلاك جسدي وأشفقت أن يضر ذلك بجميع الجسد فرويت وفكرت فلم أجد لهما شيئا أفضل من العزلة عن الناس وكان ما بغض إلي منزلي الذي كنت فيه فكرت في مقامي مع من لا يعقل إلا أمر دنياه فاستوحشت من المقام بين ظهرانيهم فتنحيت عنهم إلى هذا المنزل فقطعت عني أبواب الخطيئة وجشمت نفسي لذات أربع وقطعتهن بخصال أربع .
قالوا ما اللذات وبماذا قطعتهن