والعالم كيف استويا في هلاك أنفسهما إلا إن الذي يسرق ولا يعرف عقوبة السارق أعذر من السارق العارف بعقوبته .
ويا عجبا للحازم كيف لا يبذل ماله دون نفسه فينجو بها فإني أرى هذا العالم يبذلون أنفسهم دون أموالهم كأنهم لا يصدقون بما تأتيهم به أنبياؤهم .
قالوا ما سمعنا أحدا من أهل هذه الملة يكذب بشيء مما جاءت به الأنبياء .
قال من ذلك اشتد عجبي من اجتماعهم على التصديق ومخالفتهم في الفعل كأنهم يرجون الثواب بغير أعمال .
قالوا أخبرنا كيف أول معرفتك للأمور .
قال من قبل الفكر تفكرت في هلاك العالم فإذا ذاك من قبل أربعة اشياء جعلت فيهن اللذات وهي أبواب مركبة في الجسد ومنها ثلاثة في الرأس وواحد في البطن .
فأما أبواب الرأس فالعينان والمنخران والحنك .
وأما باب البطن فالفرج فالتمست خفة المؤنة علي في هذا الأبواب التي من قبلها دخل البلاء على العالم فوجدت أيسرها مؤونة باب المنخرين لذته يسيرة موجودة في الزهر والنور والريحان .
ثم التمست لخفة المؤنة باب الحنك فإذا هو طريق للجسد وغذاء