وأخرج سفيان بن عيينة والفريابي عن مجاهد قال : كانوا يتصدقون بالحشف وشرار التمر فنهوا عن ذلك وأمروا أن يتصدقوا بطيب قال : وفي ذلك نزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون .
وأخرج وكيع وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن الحسن قال : كان الرجل يتصدق برذالة ما له فنزلت ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون .
وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وصححه والبيهقي عن عوف بن مالك قال " خرج رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه عصا فإذا أقناء معلقة في المسجد قنو منها حشف فطعن في ذلك القنو وقال : ما يضر صاحبه لو تصدق بأطيب من هذه إن صاحب هذه ليأكل الحشف يوم القيامة " .
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله أنفقوا من طيبات ما كسبتم يقول : تصدقوا من أطيب أموالكم وأنفسه ولستم بآخذيه قال : لو كان لكم على أحد حق فجاءكم بحق دون حقكم لم تأخذوه بحساب الجيد حتى تنقصوه فذلك قوله إلا أن تغمضوا فيه فكيف ترضون لي ما لا ترضون لأنفسكم ؟ وحقي عليكم من أطيب أموالكم وأنفسه وهو قوله لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون آل عمران الآية 92 .
وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عبد الله بن مغفل في قوله ولا تيمموا الخبيث قال : كسب المسلم لا يكون خبيثا ولكن لا تصدق بالحشف والدرهم الزيف وما لا خير فيه .
وفي قوله إلا أن تغمضوا فيه قال : لا تجوزوا فيه .
وأخرج ابن ماجه وابن جرير وابن أبي حاتم عن البراء بن عازب ولا تيمموا الخبيث يقول : ولا تعمدوا للخبيث منه تنفقون واعلموا أن الله غني عن صدقاتكم .
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله ولا تيمموا الخبيث قال : لا تعمدوا إلى شر ثماركم وحروثكم فتعطوه في الصدقة ولو أعطيتم ذلك لم تقبلوا .
قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم أما سمعت الأعشى وهو يقول :