وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : لإيلاف قريش إيلافهم يقول لزومهم الذي أطعمهم من جوع يعني قريشا أهل مكة بدعوة إبراهيم حيث قال : وارزقهم من الثمرات وآمنهم من خوف حيث قال إبراهيم : رب اجعل هذا البلد آمنا وأخرج ابن جرير عن ابن زيد أنه سئل عن قوله : لإيلاف قريش فقرأ ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل إلى آخر السورة .
قال : هذا لإيلاف قريش صنعت هذا بهم لألفة قريش لئلا أفرق إلفهم وجماعتهم إنما جاء صاحب الفيل يستبد حرمهم فصنع الله ذلك بهم .
وأخرج ابن الزبير بن بكار في الموفقيات عن عمر بن عبد العزيز قال : كانت قريش في الجاهلية تحتفد وكان احتفادها أن أهل البيت منه كانوا إذا سافت يعني هلكت أموالهم خرجوا إلى براز من الأرض فضربوا على أنفسهم الأخبية ثم تناوبوا فيها حتى يموتوا من قبل أن يعلم بخلتهم حتى نشأ هاشم بن عبد مناف فلما نبل وعظم قدره في قومه قال : يا معشر قريش إن العز مع الكثرة وقد أصبحتم أكثر العرب أموالا وأعزهم نفرا وإن هذا الإحتفاد قد أتى على كثير منكم وقد رأيت رأيا .
قالو : رأيك راشد فمرنا نأتمر .
قال : رأيت أن أخلط فقراءكم بأغنيائكم فأعمد إلى رجل غني فأضم إليه فقير عياله بعدد عياله فيكون يوازره في الرحلتين رحلة الصيف وإلى الشام ورحلة الشتاء إلى اليمن فما كان في مال الغني من فضل عاش الفقير وعياله في ظله وكان ذلك قطعا للإحتفاد قالوا : نعم ما رأيت فألف بين الناس .
فلما كان من أمر الفيل وأصحابه ما كان وأنزل الله ما أنزل وكان ذلك مفتاح النبوة وأول عز قريش حتى أهابهم الناس كلهم وقالوا أهل الله والله معهم وكان مولد النبي صلى الله عليه وآله في ذلك العام فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وآله كان فيما معهم وكان مولد النبي صلى الله عليه وآله في ذلك العام فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وآله كان فيما أنزل الله عليه يعرف قومه وما صنع إليهم وما نصرهم من الفيل وأهله ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل سورة الفيل إلى آخر السورة ثم قال : ولم فعلت ذلك يا محمد بقومك وهم يومئذ أهل عبادة أوثان فقال لهم : لإيلاف قريش إلى آخر السورة